«اللهمّ حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما» قال أبو هريرة: فما خلق الله من مؤمن يسمع بى ولا يراني أو يرى أمى إلا وهو يحبني. وقد رواه مسلم من حديث عكرمة عن عمار نحوه. وهذا الحديث من دلائل النبوة، فان أبا هريرة محبب إلى جميع الناس، وقد شهر الله ذكره بما قدره أن يكون من روايته من إيراد هذا الخبر عنه على رءوس الناس في الجوامع المتعددة في سائر الأقاليم في الإنصات يوم الجمعة بين يدي الخطبة، والإمام على المنبر، وهذا من تقدير الله العزيز العليم، ومحبة الناس له ﵁.
وقال هشام بن عمار: حدثنا سعيد ثنا عبد الحميد بن جعفر عن المقبري عن سالم مولى النضريين أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما محمد بشر أغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيما رجل من المسلمين آذيته أو شتمته أو جلدته فاجعلها له قربة بها عندك يوم القيامة» قال أبو هريرة: لقد رفع عليّ رسول الله ﷺ يوما الدرة ليضربني بها فلأن يكون ضربني بها أحب إليّ من حمر النعم، ذلك بأنى أرجو أن أكون مؤمنا وأن يستجاب لرسول الله ﷺ دعوته،
وقال ابن أبى ذيب عن سعيد المقبري عن أبى هريرة. قال: قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه، فقال:«ابسط رداءك، فبسطته، ثم قال: ضمه فضممته فما نسيت حديثا بعد» رواه البخاري.
وقال الامام أحمد: حدثنا سفيان عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج. قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله ﷺ، والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله ﷺ على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق في الأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من رسول الله ﷺ يوما مجلسا فقال:«من بسط رداءه حتى أقضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه منى». فبسطت بردة على حتى قضى مقالته ثم قبضتها إليّ فو الّذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد ذلك. وقد رواه ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة وله طرق أخر عنه. وقد قيل إن هذا كان خاصا بتلك المقالة لم ينس منها شيئا، بدليل أنه نسي بعض الأحاديث كما هو مصرح به في الصحيح، حيث نسيى حديث «لا عدوى ولا طيرة» مع حديثه «لا يورد ممرض على مصح» وقيل: إن هذا كان عاما في تلك المقالة وغيرها والله أعلم.
وقال الدراوَرْديّ عن عمرو بن أبى عمرو عن سعيد المقبري عن أبى هريرة أنه قال:«يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة أن أحدا لا يسألنى عن هذا الحديث أول منك، لما رأيت من حرصك على الناس، إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه» ورواه البخاري من حديث عمرو ابن أبى عمرو به. وقال ابن أبى ذيب عن سعيد المقبري عن أبى هريرة أنه قال: «حفظت من