للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا خالد الطحان ثنا يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبى هريرة. قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إلى فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله في بيت فلان؟ قال قلت: نعم! وقد علمت لم تسألنى عن ذلك؟ قال: ولم سألتك؟ قلت: إن رسول الله قال يومئذ «من كذب على متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النار» قال: أما إذا فاذهب فحدث.

وقال الامام أحمد: حدثنا عفان ثنا عبد الواحد - يعنى ابن زياد - ثنا عاصم بن كليب حدثني أبى. قال: سمعت أبا هريرة يقول - وكان يبتدئ حديثه بان يقول: قال رسول الله الصادق المصدوق: «من كذب عليّ عامدا فليتبوَّأ مقعده من النار». وروى مثله من وجه آخر عنه. وقال ابن وهب: حدثني يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان. أن أبا هريرة كان يقول: إني لا حدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي. وقال صالح بن أبى الأخضر عن الزهري عن أبى سلمة: سمعت أبا هريرة يقول: ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول الله حتى قبض عمر، وقال محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري. قال قال عمر: أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به. قال ثم يقول أبو هريرة: أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي؟ أما والله إذا لأيقنت أن المحففة ستباشر ظهري، [فان عمر كان يقول، اشتغلوا بالقرآن فان القرآن كلام الله، ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له: إنك تأنى قوما لهم في مساجدهم دوى بالقرآن كدوي النحل، فدعهم على ما هم عليه، ولا تشغلهم بالأحاديث، وأنا شريكك في ذلك. هذا معروف عن عمر ] (١)

وقال الامام أحمد: حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر. أنه مر بأبي هريرة وهو يحدث عن النبي أنه قال: من تبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط، فان شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد». فقال له ابن عمر: أبا هرّ انظر ما تحدث عن رسول الله فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين أنشدك بالله

أسمعت رسول الله يقول: «من تبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط فان شهد دفنها فله قيراطان»؟ فقالت: اللهمّ نعم. فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلني عن رسول الله غرس بالوادي وصفق بالأسواق، إني إنما كنت أطلب من رسول الله كلمة يعلمنيها، أو أكلة يطعمنيها، فقال له ابن عمر: أنت يا أبا هر كنت ألزمنا رسول الله وأعلمنا بحديثه. وقال الواقدي: حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه. قال: كنت مع ابن عمر في جنازة أبى هريرة وهو يمشى أمامها ويكثر الترحم عليه، ويقول:

كان ممن يحفظ حديث رسول الله على المسلمين. وقد روى أن عائشة تأولت أحاديث كثيرة من أبى هريرة ووهمته في بعضها، وفي الصحيح أنها عابت عليه سرد الحديث، أي الإكثار منه في


(١) سقط من المصرية

<<  <  ج: ص:  >  >>