للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة». فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك. وقال المسيب بن واضح عن أبى إسحاق الفزاري عن عبد الملك بن أبى سليمان عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس. قال: «أتى جبريل إلى رسول الله فقال: يا محمد أقرئ معاوية السلام واستوص به خيرا، فإنه أمين الله على كتابه ووحيه ونعم الأمين. ثم أورده ابن عساكر من وجه آخر عن عبد الملك بن أبى سليمان، ثم أورده أيضا من رواية على وجابر بن عبد الله «أن رسول الله استشار جبريل في استكتابه معاوية، فقال: استكتبه فإنه أمين». ولكن في الأسانيد إليهما غرابة، ثم أورد عن على في ذلك غرائب كثيرة عن غيره أيضا. وقال أبو عوانة عن سليمان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر الزبيدي عن عبد الله بن عمرو. قال: كان معاوية يكتب للنّبيّ .

وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد الصيدلاني ثنا السري عن عاصم ثنا عبد الله بن يحيى بن أبى كثير عن أبيه هشام بن عروة عن عائشة. قالت: لما كان يوم أم حبيبة من النبي ، دق الباب داق، فقال النبي «انظروا من هذا؟ قالوا: معاوية، قال: ائذنوا له، فدخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟ قال: قلم أعددته لله ولرسوله، فقال له: جزاك الله عن نبيك خيرا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله، كيف بك لو قمصك الله قميصا - يعنى الخلافة -؟ فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه وقالت: يا رسول الله وإن الله مقمصه قميصا؟ قال: نعم! ولكن فيه هنات وهنات. فقالت: يا رسول الله فادع الله له، فقال: اللهمّ اهده بالهدى، وجنبه الردى، واغفر له في الآخرة والأولى». قال الطبراني تفرد به السري عن عاصم عن عبد الله بن يحيى بن أبى كثير عن هشام. وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث كثيرة موضوعة، والعجب منه مع حفظه واطلاعه كيف لا ينبه عليها وعلى نكارتها وضعف رجالها والله الموفق للصواب.

وقد أوردنا من طريق أبى هريرة وأنس وواثلة بن الأسقع مرفوعا: «الأمناء ثلاثة، جبريل، وأنا ومعاوية» ولا يصح من جميع وجوهه،

ومن رواية ابن عباس: «الأمناء سبعة، القلم، واللوح، وإسرافيل، وميكائيل، وجبريل، وأنا، ومعاوية» وهذا أنكر من الأحاديث التي قبله، وأضعف إسنادا.

وقال الامام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية - يعنى ابن صالح - عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبى رهم عن العرباض بن سارية السلمي. قال: سمعت رسول الله يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: هلم إلى الغداء المبارك، ثم سمعته يقول: اللهمّ علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». تفرد به أحمد. ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي، وكذلك رواه

<<  <  ج: ص:  >  >>