للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير المؤمنين معاوية؟ ما أوتر إلا بواحدة! قال: أصاب، إنه فقيه. ثنا عمرو بن عباس ثنا جعفر ثنا شعبة عن أبى التياح قال: سمعت حمدان عن أبان عن معاوية. قال: إنكم لتصلون صلاة، لقد صحبنا رسول الله فما رأيناه يصليهما، ولقد نهى عنهما - يعنى الركعتين بعد العصر - ثم قال البخاري بعد ذلك:

ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة: حدثنا عبدان ثنا عبد الله ثنا يونس عن الزهري حدثني عروة أن عائشة قالت: جاءت هند بنت عتبة امرأة أبى سفيان إلى رسول الله فقالت:

يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلى من أن يذلوا من أهل خبائك، فقال:

وأيضا والّذي نفسي بيده. فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل على من حرج أن أطعم من الّذي له عيالنا؟ قال: لا إلا بالمعروف». فالمدحة في

قوله: «وأيضا والّذي نفسي بيده» وهو أنه كان يود أن هندا وأهلها وكل كافر يذلوا في حال كفرهم، فلما أسلموا كان يحب أن يعزوا فأعزهم الله - يعنى أهل خبائها.

وقال الإمام أحمد: حدثنا روح ثنا أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد قال. سمعت جدي يحدث أن معاوية أخذ الاداوة بعد أبى هريرة فتبع رسول الله بها - وكان أبو هريرة قد اشتكى - فبينما هو يوضئ رسول الله إذ رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ

فقال: يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل. قال معاوية فما زلت أظن أنى سأبتلى بعمل لقول النبي حتى ابتليت». تفرد به أحمد، ورواه أبو بكر بن أبى الدنيا عن أبى إسحاق الهمذانيّ سعيد بن زنبور بن ثابت عن عمرو ابن يحيى بن سعيد. ورواه ابن مندة من حديث بشر بن الحكم عن عمرو بن يحيى به.

وقال أبو يعلى: حدثنا سويد بن سعيد ثنا عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده عن معاوية قال: «اتبعت رسول الله بوضوء، فلما توضأ نظر إلى فقال: يا معاوية إن وليت أمرا فاتق واعدل، فما زلت أظن أنى مبتلى بعمل حتى وليت».

ورواه غالب القطان عن الحسن. قال: سمعت معاوية يخطب وهو يقول: «صببت يوما على رسول الله وضوءه فرفع رأسه إليّ فقال: أما إنك ستلي أمر أمتى بعدي، فإذا كان ذلك فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم، وقال: فما زلت أرجو حتى قمت مقامي هذا».

وروى البيهقي عن الحاكم بسنده إلى إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير. قال قال معاوية: والله ما حملني على الخلافة إلا قول رسول الله : «إن ملكت فأحسن» قال البيهقي: إسماعيل بن إبراهيم هذا ضعيف، إلا أن للحديث شواهد. وروى ابن عساكر باسناده عن نعيم بن حماد: ثنا محمد بن حرب عن أبى بكر بن أبى مريم ثنا محمد بن زياد عن عوف بن مالك الأشجعي قال: «بينما أنا راقد في كنيسة يوحنا - وهي يومئذ مسجد يصلى فيها - إذ انتبهت من نومي فإذا أنا بأسد يمشى بين يدي، فوثبت إلى سلاحي، فقال الأسد: مه! إنما أرسلت إليك

<<  <  ج: ص:  >  >>