للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برسالة لتبلغها، فقلت: ومن أرسلك؟ قال: الله أرسلنى إليك لتبلغ معاوية السلام وتعلمه أنه من أهل الجنة، فقلت له. ومن معاوية؟ قال: معاوية بن أبى سفيان» ورواه الطبراني عن أبى يزيد القراطيسي عن المعلى بن الوليد القعقاعي عن محمد بن حبيب الخولانيّ عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم الغساني، وفيه ضعف وهذا غريب جدا، ولعل الجميع مناما، ويكون قوله: إذ انتبهت من نومي مدرجاً لم يضبطه ابن أبى مريم، والله أعلم.

وقال محمد بن عائذ عن الوليد عن ابن لهيعة عن يونس عن الزهري. قال: قدم عمر الجابية فنزع شرحبيل وأمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر، ونفى الشام على أميرين أبى عبيدة ويزيد، ثم توفى أبو عبيدة فاستخلف عياض بن غنم، ثم توفى يزيد فأمر معاوية مكانه، ثم نعاه عمر لأبى سفيان، فقال لأبى سفيان: احتسب يزيد بن أبى سفيان، قال: من أمرت مكانه؟ قال: معاوية، فقال: وصلت رحما يا أمير المؤمنين، فكان معاوية على الشام، وعمير بن سعد حتى قتل عمر، . وقال محمد بن إسحاق: مات أبو عبيدة في طاعون عمواس واستخلف معاذا، فمات معاذ واستخلف يزيد بن أبى سفيان، فمات واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر، وولى عمرو بن العاص فلسطين والأردن، ومعاوية دمشق وبعلبكّ والبلقاء، وولى سعد بن عامر بن جذيم حمص، ثم جمع الشام كلها لمعاوية بن أبى سفيان، ثم أمره عثمان بن عفان على الشام. وقال إسماعيل بن أمية: أفرد عمر معاوية بإمرة الشام، وجعل له في كل شهر ثمانين دينارا. والصواب أن الّذي جمع لمعاوية الشام كلها عثمان بن عفان، وأما عمر فإنه إنما ولاه بعض أعمالها. وقال بعضهم: لما عزيت هند في يزيد بن أبى سفيان - ولم يكن منها - قيل لها: إنه قد جعل معاوية أميرا مكانه، فقالت: أو مثل معاوية يجعل خلفا من أحد؟ فو الله لو أن العرب اجتمعت متوافرة ثم رمى به فيها لخرج من أي أعراضها (نواحيها) شاء. وقال آخرون: ذكر معاوية عند عمر فقال: دعوا فتى قريش وابن سيدها، إنه لمن يضحك في الغضب ولا ينال منه إلا على الرضا، ومن لا يأخذ من فوق رأسه إلا من تحت قدميه.

وقال ابن أبى الدنيا: حدثني محمد بن قدامة الجوهري حدثني عبد العزيز بن يحيى عن شيخ له. قال:

لما قدم عمر بن الخطاب الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم، فلما دنا من عمر قال له: أنت صاحب الموكب؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: هذا حالك مع ما بلغني من طول وقوف ذوى الحاجات ببابك؟ قال: هو ما بلغك من ذلك. قال: ولم تفعل هذا؟ لقد هممت أن آمرك بالمشي حافيا إلى بلاد الحجاز، قال: يا أمير المؤمنين إنا بأرض جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله ويرهبهم به، فان أمرتنى فعلت، وإن نهيتني انتهيت. فقال له عمر: يا معاوية ما سألتك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلت حقا إنه

<<  <  ج: ص:  >  >>