للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن يغلبني، ببني هاشم فتح هذا الأمر، وببني هاشم يختم، فإذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان. قلت: وهذا مع حديث ابن عمر يدل على أن الفاطميين أدعياء كذبة، لم يكونوا من سلالة فاطمة كما نص عليه غير واحد من الأئمة على ما سنذكره في موضعه إن شاء الله.

وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا عبد الله بن شريك عن بشر ابن غالب. قال قال ابن الزبير للحسين: أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ فقال:

لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن تستحل بى - يعنى مكة -

وقال الزبير بن بكار:

حدثني عمى مصعب بن عبد الله أخبرنى من سمع هشام بن يوسف يقول عن معمر قال: سمعت رجلا يحدّث عن الحسين أنه قال لعبد الله بن الزبير: أتتنى بيعة أربعين ألفاً يحلفون بالطلاق والعتاق إنهم معى، فقال له ابن الزبير: أتخرج إلى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك؟ قال هشام: فسألت معمرا عن الرجل فقال: هو ثقة. قال الزبير: وقال عمى: وزعم بعض الناس أن ابن عباس هو الّذي قال هذا. وقد ساق محمد بن سعد كاتب الواقدي هذا سياقا حسنا مبسوطا. فقال: أنبأنا على ابن محمد عن يحيى بن إسماعيل بن أبى المهاجر عن أبيه، وعن لوط بن يحيى العامري عن محمد بن بشير الهمدانيّ وغيره، وعن محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير عن هارون بن عيسى عن يونس بن إسحاق عن أبيه، وعن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة عن مجالد عن الشعبي. قال محمد بن سعد: وغير هؤلاء قد حدثني أيضا في هذا الحديث بطائفة فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين وأرضاه:

قالوا: لما بايع الناس معاوية ليزيد كان حسين ممن لم يبايع له، وكان أهل الكوفة يكتبون إليه يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية، كل ذلك يأبى عليهم، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية يطلبون إليه أن يخرج معهم فأبى، وجاء إلى الحسين يعرض عليه أمرهم،

فقال له الحسين:

إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا، ويستطيلوا بنا، ويستنبطوا دماء الناس ودماءنا، فأقام حسين على ما هو عليه من الهموم، مرة يريد أن يسير إليهم، ومرة يجمع الاقامة عنهم. فجاءه أبو سعيد الخدريّ فقال: يا أبا عبد الله! إني لكم ناصح، وإني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم، فانى سمعت أباك يقول بالكوفة:

والله لقد مللتهم وأبغضتهم، وملونى وأبغضونى، وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر، ولا صبر على السيف. قال: وقدم المسيب بن عتبة الفزاري في عدة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن، فدعوه إلى خلع معاوية

وقالوا: قد علمنا رأيك ورأى أخيك، فقال: إني لأرجو أن يعطى الله أخى على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي

<<  <  ج: ص:  >  >>