وَقَدْ سَقَطَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ فِي لَيْلَةِ بَرْدٍ وَمَطَرٍ وَرَعْدٍ وبرق، ليلة الثلاثاء لسبع خلون من شهر جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ] . [١] وَذَكَرَ الخطيب البغدادي أنه كان يباع في بغداد في أيام المنصور الكبش الغنم بِدِرْهَمْ وَالْحَمَلُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِقَ، وَيُنَادَى عَلَى لَحْمِ الغنم كل ستين طلا بِدِرْهَمٍ، وَلَحْمُ الْبَقَرِ كُلُّ تِسْعِينَ رِطْلًا بِدِرْهَمٍ، والتمر كل ستين رطلا بدرهم، والزيت ستة عشر رطلا بدرهم، والسمن ثمانية أرطال بدرهم، والعسل عَشَرَةِ أَرْطَالٍ بِدِرْهَمٍ. وَلِهَذَا الْأَمْنِ وَالرُّخْصِ كَثُرَ ساكنوها وعظم أهلوها وكثر الدارج في أسواقها وأزقتها، حتى كان المار لا يستطيع أن يجتاز في أسواقها لكثرة زحام أَهْلِهَا. قَالَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ وَقَدْ رَجَعَ مِنَ السوق: طال والله ما طَرَدْتُ خَلْفَ الْأَرَانِبِ فِي هَذَا الْمَكَانِ.
وَجَعَلَ أَمْرَ ذَلِكَ إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الوضاح، وبنى للعامة جامعا للصلاة والجمعة لئلا يدخلوا إلى جامع الْمَنْصُورِ، فَأَمَّا دَارُ الْخِلَافَةِ الَّتِي كَانَتْ بِبَغْدَادَ بعد ذلك فإنها كانت لِلْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ، فَانْتَقَلَتْ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى بوران زوجة الْمَأْمُونُ، فَطَلَبَهَا مِنْهَا الْمُعْتَضِدُ- وَقِيلَ الْمُعْتَمِدُ- فَأَنْعَمَتْ له بها، ثم استنظرته أياما حتى تنتقل منها فأنظرها، فشرعت في تلك الأيام في ترميمها وتبييضها وتحسينها، ثم فرشتها