للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والياس بتقدير وجودهما وصحة هذا الحديث لم يجتمعا به إلى سنة تسع من الهجرة وهذا لا يسوغ شرعا وهذا موضوع أيضا. وقد أورد ابن عساكر طرقا فيمن اجتمع باليأس من العباد وكلها لا يفرح بها لضعف إسنادها أو لجهالة المسند اليه فيها * ومن أحسنها ما قال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثني بشر بن معاذ حدثنا حماد بن واقد عن ثابت قال كنا مع مصعب بن الزبير بسواد الكوفة فدخلت حائطا أصلى فيه ركعتين فافتتحت ﴿حم * تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ﴾. فإذا رجل من خلفي على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقال لي إذا قلت غافر الذنب فقل يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي * وإذا قلت قابل التوب فقل يا قابل التوب تقبل توبتي. وإذا قلت شديد العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني. وإذا قلت ذي الطول فقل يا ذا الطول تطول عليّ برحمة فالتفت فإذا لا أحد وخرجت فسألت مر بكم رجل على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقالوا ما مر بنا أحد فكانوا لا يرون الا أنه الياس. وقوله تعالى. ﴿فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ﴾ أي للعذاب إما في الدنيا والآخرة أو في الآخرة والأول أظهر على ما ذكره المفسرون والمؤرخون. (وقوله ﴿إِلاّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ﴾ أي إلا من آمن منهم وقوله ﴿وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ أي أبقينا بعده ذكرا حسنا له في العالمين فلا يذكر إلا بخير ولهذا قال ﴿سَلامٌ عَلى إِلْياسِينَ﴾ أي سلام على الياس. العرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها كما قالوا إسماعيل واسماعين وإسرائيل واسرائين والياس والياسين. ومن قرأ سلام على آل ياسين أي على آل محمد وقرأ ابن مسعود وغيره سلام على ادراسين. ونقل عنه من طريق إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن ابن مسعود أنه قال الياس هو إدريس واليه ذهب الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة ومحمد بن إسحاق والصحيح أنه غيره كما تقدم والله أعلم

***

بحمد الله تعالى قد تم الجزء الأول من كتاب البداية والنهاية ويليه الجزء الثاني وأوله

(باب ذكر جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى

وقد بذلنا الجهد في تصحيحه وتنقيحه مع الأستاذ العلامة والمحقق الفهامة الشيخ محمود الإمام المنصورى من كبار المدرسين بالأزهر الشريف فصار الكتاب مصححا تصحيحا جيدًا إلا ما سبق عنه النظر وزاغ عنه البصر

(هذا) وليعلم أيضا أنه طبع على ثلاث نسخ قديمة مهمة ما عدا الثمانية ملازم الأول فإنها طبعت على النسختين الموجودتين بالمكتبة الملكية المصرية قبل أن تصلنا النسخة الحلبية. وقد تعهد الأستاذ العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ الحلبي بمقابلة الملازم المذكورة بالنسخة الحلبية العظيمة وبيان الاختلاف لنلحقه بآخر الكتاب، بعون الملك الوهاب، مع ما يعرض في أثناء الطبع من الملاحظات؛ فنرجو من قراء هذا الجزء أن ينبهونا على ما يقع نظرهم عليه من الخطأ والصواب لنستدركه في آخر الكتاب ولهم الأجر والثواب.

حرره الفقير إليه فرج الله ذكى الكردى.

<<  <  ج: ص:  >  >>