وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف هاهنا قصصا وأخبارا أكثرها إسرائيليات ومنها ما هو مكذوب لا محالة تركنا إيرادها في كتابنا قصدا اكتفاء واقتصارا على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم والله يهدى من يشاء الى صراط مستقيم.
وقد اختلف الائمة في سجدة ص هل هي من عزائم السجود أو انما هي سجدة شكر ليست من عزائم السجود على قولين * قال البخاري حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال سألت مجاهدا عن سجدة ص فقال سألت ابن عباس من أين سجدت قال أو ما تقرأ ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ﴾ ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اِقْتَدِهْ﴾ فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدى به فسجدها داود ﵇ فسجدها رسول الله ﷺ وقد قال الامام أحمد حدثنا إسماعيل هو ابن علية عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال في السجود في ص ليست من عزائم السجود. وقد رأيت رسول الله ﷺ يسجد فيها. وكذا رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث أيوب وقال الترمذي حسن صحيح
وقال النسائي أخبرنى إبراهيم بن الحسن المقسمي حدثنا حجاج بن محمد عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي ﷺ سجد في ص وقال سجدها داود توبة ونسجدها شكرا تفرد به أحمد ورجاله ثقات
وقال أبو داود حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبى هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبى سرح عن أبى سعيد الخدريّ قال قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر ص فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد معه الناس فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشرف الناس للسجود فقال انما هي توبة نبي ولكن رأيتكم تشرفتم فنزل وسجد. تفرد به أبو داود واسناده على شرط الصحيح. وقال الامام أحمد حدثنا عفان حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حميد حدثنا بكر هو ابن عمر وأبو الصديق الناجي أنه أخبره أن أبا سعيد الخدريّ رأى رؤيا أنه يكتب ص فلما بلغ الى التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا قال فقصها على النبي ﷺ فلم يزل يسجد بها بعد * تفرد به أحمد وروى الترمذي وابن ماجة من حديث محمد بن يزيد بن خنيس عن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبى يزيد قال قال لي ابن جريج حدثني جدك عبيد الله بن أبى يزيد عن ابن عباس قال جاء رجل الى النبي ﷺ فقال يا رسول الله انى