للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضها بعضا فيا ويلهم ثم يا ويلهم انما أكرم من أكرمنى وأهين من هان عليه أمري ان من كان قبل هؤلاء القوم من القرون يستخفون بمعصيتي وان هؤلاء القوم يتبرعون بمعصيتي تبرعا فيظهرونها في المساجد والأسواق وعلى رءوس الجبال وظلال الأشجار حتى عجت السماء الى منهم وعجت الأرض والجبال ونفرت منها الوحوش بأطراف الأرض وأقاصيها وفي كل ذلك لا ينتهون ولا ينتفعون بما علموا من الكتاب).

قال فلما بلغهم أرميا رسالة ربهم وسمعوا ما فيها من الوعيد والعذاب عصوه وكذبوه وأتهموه وقالوا (كذبت وأعظمت على الله الفرية فتزعم أن الله معطل أرضه ومساجده من كتابه وعبادته وتوحيده فمن يعبده حين لا يبقى له في الأرض عابد ولا مسجد ولا كتاب لقد أعظمت الفرية على الله واعتراك الجنون) فأخذوه وقيدوه وسجنوه فعند ذلك بعث الله عليهم نصر فاقبل يسير بجنوده حتى نزل بساحتهم ثم حاصرهم فكان كما قال تعالى ﴿فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ قال فلما طال بهم الحصر نزلوا على حكمه ففتحوا الأبواب وتخللوا الازقة وذلك قوله ﴿فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ وحكم فيهم حكم الجاهلية وبطش الجبارين فقتل منهم الثلث وسبى الثلث وترك الزمنى والشيوخ والعجائز ثم وطئهم بالخيل وهدم بيت المقدس وساق الضبيان وأوقف النساء في الأسواق حاسرات وقتل المقاتلة وخرب الحصون وهدم المساجد وحرق التوراة وسأل عن دانيال الّذي كان قد كتب له الكتاب فوجدوه قد مات وأخرج أهل بيته الكتاب اليه وكان فيهم دانيال بن حزقيل الأصغر وميشائيل وعزرائيل وميخائيل فأمضى لهم ذلك الكتاب وكان دانيال بن حزقيل خلفا من دانيال الأكبر ودخل نصر بجنوده بيت المقدس ووطئ الشام كلها وقتل بنى إسرائيل حتى أفناهم * فلما فرغ منها انصرف راجعا وحمل الأموال التي كانت بها وساق السبايا فبلغ معه عدة صبيانهم من أبناء الأحبار والملوك تسعين ألف غلام وقذف الكناسات في بيت المقدس وذبح فيه الخنازير وكان الغلمان سبعة آلاف غلام من بيت داود وأحد عشر الفا من سبط يوسف بن يعقوب وأخيه بنيامين وثمانية آلاف من سبط ايشى بن يعقوب وأربعة عشر الفا من سبط زبالون ونفتالى ابني يعقوب وأربعة عشر الفا من سبط دان بن يعقوب وثمانية آلاف من سبط يستأخر بن يعقوب والفين من سبط زبالون بن يعقوب وأربعة آلاف من سبط روبيل ولاوى واثنى عشر الفا من سائر بنى إسرائيل وانطلق حتى قدم أرض بابل.

قال إسحاق بن بشر قال وهب بن منبه فلما فعل ما فعل قيل له كان لهم صاحب يحذرهم ما أصابهم ويصفك وخبرك لهم ويخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتهدم مساجدهم وتحرق كنائسهم فكذبوه واتهموه وضربوه وقيدوه وحبسوه فأمر نصر فاخرج أرميا من السجن فقال له أكنت تحذر هؤلاء القوم ما أصابهم قال نعم قال فانى علمت ذلك قال أرسلنى الله اليهم فكذبوني قال كذبوك وضربوك وسجنوك قال نعم قال (بئس القوم قوم كذبوا نبيهم وكذبوا رسالة ربهم فهل لك أن تلحق

<<  <  ج: ص:  >  >>