للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يسأل ولا يتمادى (١) وهكذا روى بن عدي من حديث إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبى مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود وعن مسعد بن كدام عن عطية عن أبى سعيد رفع الحديث في دخول عيسى الى الكتاب وتعليمه المعلم معنى حروف أبى جاد وهو مطول لا يفرح به * ثم قال ابن عدي وهذا الحديث باطل بهذا الاسناد لا يرويه غير إسماعيل وروى ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة قال كان عبد الله بن عمر يقول (كان عيسى بن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان فكان يقول لأحدهم تريد أن أخبرك ما خبأت لك أمك فيقول نعم فيقول خبأت لك كذا وكذا فيذهب الغلام منهم الى أمه فيقول لها أطعمينى ما خبأت لي فتقول وأي شيء خبأت لك فيقول كذا وكذا فتقول له من أخبرك فيقول عيسى بن مريم فقالوا والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع ابن مريم ليفسدنهم فجمعوهم في بيت وأغلقوا عليهم فخرج عيسى يلتمسهم فلم يجدهم فسمع ضوضاءهم في بيت فسأل عنهم فقالوا إنما هؤلاء قردة وخنازير فقال اللهمّ كذلك فكانوا كذلك رواه ابن عساكر.

وقال إسحاق بن بشر عن جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال وكان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاما من الله ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهممت به بنو إسرائيل فخافت أمه عليه فأوحى الله الى أمه أن تنطلق به الى أرض مصر فذلك قوله تعالى ﴿وَجَعَلْنَا اِبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ﴾ * وقد اختلف السلف والمفسرون في المراد بهذه الربوة التي ذكر الله من صفتها أنها ذات قرار ومعين وهذه صفة غريبة الشكل وهي أنها ربوة وهو المكان المرتفع من الأرض الّذي أعلاه مستو يقر عليه وارتفاعه متسع ومع علوه فيه عيون الماء معين وهو الجاري السارح على وجه الأرض فقيل المراد المكان الّذي ولدت فيه المسيح وهو نخلة بيت المقدس ولهذا (ناداها ﴿مِنْ تَحْتِها أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ وهو النهر الصغير في قول جمهور السلف * وعن ابن عباس باسناد جيد انها أنهار دمشق فلعله أراد تشبيه ذلك المكان بأنهار دمشق * وقيل ذلك بمصر كما زعمه من زعمه من أهل الكتاب ومن تلقاه عنهم والله أعلم. وقيل هي الرملة. وقال إسحاق بن بشر قال لنا إدريس عن جده وهب بن منبه قال إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة أمر الله أن يرجع من بلاد مصر الى بيت إيليا قال فقدم عليه يوسف بن خال أمه فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى إيليا وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه احياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيوب مما يدخرون في بيوتهم وتحدث الناس بقدومه وفزعوا لما كان يأتى من العجائب فجعلوا يعجبون منه فدعاهم الى الله ففشا فيهم أمره.


(١) قوله يتمادى كذا بالنسخة الحلبية وفي النسخة المصرية (ولا يتمارى)

<<  <  ج: ص:  >  >>