فأصلح بينهم، وانفصل الحال على خير من غير محاققة ولا تشويش على أحد من الفريقين، وذلك يوم الثلاثاء سادس عشر المحرم. وفي يوم الأحد سادس عشر صفر قرئ تقليد قاضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع الحنبلي، بقضاء الحنابلة والنظر بأوقافهم عوضا عن تقى الدين سليمان بحكم وفاته ﵀، وتاريخ التقليد من سادس ذي الحجة، وقرئ بالجامع الأموي بحضور القضاة والصاحب والأعيان، ثم مشوا معه وعليه الخلعة إلى دار السعادة فسلم على النائب وراح إلى الصالحية، ثم نزل من الغد إلى الجوزية فحكم بها على عادة من تقدمه، واستناب بعد أيام الشيخ شرف الدين بن الحافظ. وفي يوم الاثنين سابع صفر وصل الشيخ كمال الدين بن الشريشى من مصر على البريد ومعه توقيع بعود الوكالة إليه، فخلع عليه وسلم على النائب والخلعة عليه. وفي هذا الشهر مسك الوزير عز الدين بن القلانسي واعتقل بالعذراوية وصودر بخمسين ألفا ثم أطلق له ما كان أخذ منه وانفصل من ديوان نظر الخاص. وفي ربيع الآخر وصل من مصر فضل ابن عيسى وأجرى له ولابن أخيه موسى بن مهنا إقطاعات صيدا، وذلك بسبب دخول مهنا إلى بلاد التتر واجتماعهم بملكهم خربندا.
وفي يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى باشر ابن صصريّ مشيخة الشيوخ بالسميساطية بسؤال الصوفية وطلبهم له من نائب السلطنة، فحضرها وحضر عنده الأعيان في هذا اليوم عوضا عن الشريف شهاب الدين أبى القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحيم بن عبد الكريم ابن محمد بن على بن الحسن بن الحسين بن يحيى بن موسى بن جعفر الصادق، وهو الكاشنغر، توفى عن ثلاث وستين سنة ودفن بالصوفية. وفي جمادى الآخرة باشر بهاء الدين إبراهيم بن جمال الدين يحيى الحنفي المعروف بابن علية وهو ناظر ديوان النائب بالشام نظر الدواوين عوضا عن شمس الدين محمد ابن عبد القادر الخطيريّ الحاسب الكاسب توفى، وقد كان مباشرا عدة من الجهات الكبار، مثل نظر الخزانة ونظر الجامع ونظر المارستان وغير ذلك، واستمر نظر المارستان من يومئذ بأيدي ديوان نائب السلطنة من كان، وصارت عادة مستمرة. وفي رجب نقل صاحب حمص الأمير شهاب الدين قرطاى إلى نيابة طرابلس عوضا عن الأمير سيف الدين التركستاني بحكم وفاته، وولى الأمير سيف الدين إرقطاى نيابة حمص، وتولى نيابة الكرك سيف الدين طقطاى الناصري عوضا عن سيف الدين تيبغا.
وفي يوم الأربعاء عاشر رجب درس بالنجيبية القاضي شمس الدين الدمشقيّ عوضا عن بهاء الدين يوسف بن جمال الدين أحمد بن الظاهري العجمي الحلبي، سبط الصاحب كمال الدين بن العديم، توفى ودفن عند خاله ووالده بتربة العديم. وفي أواخر شعبان وصل القاضي شمس الدين