للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على غيره قال ما أعلمه الا أن تكون حنيفا قال وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه فقال اللهمّ إني أشهدك انى على دين إبراهيم. قال وقال الليث: كتب الى هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبى بكر قالت رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره الى الكعبة يقول يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيى الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وان شئت كفيتك مؤنتها انتهى ما ذكره البخاري وهذا الحديث الأخير قد أسنده الحافظ ابن عساكر من طريق أبى بكر بن أبى داود عن عيسى ابن حماد عن الليث عن هشام عن أبيه عن أسماء فذكر نحوه. وقال عبد الرحمن بن أبى الزناد عن هشام ابن عروة عن أبيه عن أسماء قالت سمعت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره الى الكعبة يقول: يا معشر قريش إياكم والزنا فإنه يورث الفقر. وقد ساق ابن عساكر هاهنا أحاديث غريبة جدا وفي بعضها نكارة شديدة. ثم

أورد من طرق متعددة عن رسول الله انه قال: يبعث يوم القيامة أمة واحدة. فمن ذلك ما

رواه محمد بن عثمان بن أبى شيبة حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال سئل رسول الله عن زيد بن عمرو بن نفيل انه كان يستقبل القبلة في الجاهلية ويقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم ويسجد. فقال رسول الله يحشر ذاك أمة وحده بيني وبين عيسى بن مريم. اسناده جيد حسن.

وقال الواقدي: حدثني موسى بن شيبة عن خارجة ابن عبد الله بن كعب بن مالك قال سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو بن نفيل فقال توفى وقريش تبنى الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله بخمس سنين، ولقد نزل به وانه ليقول انا على دين إبراهيم فأسلم ابنه سعيد بن زيد واتبع رسول الله وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله فسألاه عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: غفر الله له ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم قال فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم الا ترحم عليه واستغفر له، ثم يقول سعيد بن المسيب وغفر له. وقال محمد بن سعد عن الواقدي حدثني زكريا بن يحيى السعدي عن أبيه قال مات زيد بن عمرو بن نفيل بمكة ودفن بأصل حراء، وقد تقدم انه مات بأرض البلقاء من الشام لما عدا عليه قوم من بنى لخم فقتلوه بمكان يقال له ميفعة والله أعلم.

وقال الباغندي عن أبى سعيد الأشج عن أبى معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله : دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين. وهذا اسناد جيد وليس هو في شيء من الكتب. ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل ما قدمناه في بدء الخلق من تلك القصيدة

الى الله أهدى مدحتي وثنائيا … وقولا رضيّا لا ينى الدهر باقيا

<<  <  ج: ص:  >  >>