للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى الملك الأعلى الّذي ليس فوقه … إله ولا رب يكون مدانيا

وقد قيل إنها لامية بن أبى الصلت والله أعلم. ومن شعره في التوحيد ما حكاه محمد بن إسحاق والزبير بن بكار وغيرهما:

وأسلمت وجهي لمن أسلمت … له الأرض تحمل صخرا ثقالا

دحاها فلما استوت شدها … سواء وأرسى عليها الجبالا

وأسلمت وجهي لمن أسلمت … له المزن تحمل عذبا زلالا (١)

إذا هي سيقت الى بلدة … أطاعت فصبت عليها سجالا

وأسلمت وجهي لمن أسلمت … له الريح تصرف حالا فحالا

وقال محمد بن إسحاق حدثني هشام بن عروة قال روى أبى أن زيد بن عمرو قال:

أرب واحد أم ألف رب … أدين إذا تقسمت الأمور

عزلت اللات والعزى جميعا … كذلك يفعل الجلد الصبور

فلا العزى أدين ولا ابنتيها … ولا صنمي بنى عمرو أزور

ولا غنما أدين وكان ربا … لنا في الدهر إذ حلمي يسير

عجبت وفي الليالي معجبات … وفي الأيام يعرفها البصير

بأنّ الله قد أفنى رجالا … كثيرا كان شأنهم الفجور

وابقى آخرين ببر قوم … فيربل (٢) منهم الطفل الصغير

وبينا المرء يعثر ثاب يوما … كما يتروح الغصن النضير

ولكن اعبد الرحمن ربى … ليغفر ذنبي الرب الغفور

فتقوى الله ربكم احفظوها … متى ما تحفظوها لا تبوروا

ترى الأبرار دارهم جنان … وللكفار حامية سعير

وخزي في الحياة وإن يموتوا … يلاقوا ما تضيق به الصدور

هذا تمام ما ذكره محمد بن إسحاق من هذه القصيدة. وقد رواه أبو القاسم البغوي عن مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبى الزناد قال قال هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبى بكر قالت قال زيد بن عمرو بن نفيل:

عزلت الجن والجنّان عنى … كذلك يفعل الجلد الصبور

فلا العزى أدين ولا ابنتيها … ولا صنمي بنى طسم أدير


(١) هذا البيت عن المصرية
(٢) كذا فيربل بمعنى ينمو. وهي رواية ابن هشام. وسيأتي فيربو.

<<  <  ج: ص:  >  >>