للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حميد بن هلال به * وقال الامام أحمد حدثنا أبو أحمد حدثنا بشير بن معبد حدثنا أبو عبيد حاجب سليمان قال رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائما يصلى فذهبت أمرّ بين يديه فردني * ثم

قال حدثني أبو سعيد الخدريّ أن رسول الله قام يصلى صلاة الصبح وهو خلفه يقرأ فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال «لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين الإبهام والتي تليها ولولا دعوة أخى سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل * وروى أبو داود منه فمن استطاع الى آخره عن أحمد بن أبى سريج عن أبى أحمد محمد بن عبد الله بن محمد بن الزبير به.

وقال البخاري حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبى هريرة عن النبي «أنه صلّى صلاة فقال ان الشيطان عرض لي فسد عليّ لقطع الصلاة على فأمكنني الله منه» فذكر الحديث * وقد رواه مسلم والنسائي من حديث شعبة به مطولا * ولفظ البخاري عند تفسير قوله تعالى اخبارا عن سليمان أنه قال ﴿رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ﴾

من حديث روح وغندر عن شعبة عن محمد ابن زياد عن أبى هريرة عن النبي قال (إن عفريتا من الجن تفلت عليّ البارحة) أو كلمة نحوها ليقطع عليّ الصلاة فأمكننى الله منه فأردت أن أربطه الى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا اليه كلكم فذكرت قول أخى سليمان ﴿رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ﴾ قال روح فرده خاسئا *

وروى مسلم من حديث أبى إدريس عن أبى الدرداء قال قام رسول الله يصلى فسمعناه يقول (أعوذ بالله منك) ثم قال (العنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك فقال إن عدوّ الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجمله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات. ثم قلت العنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة. وقال تعالى ﴿فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ يعنى الشيطان وقال تعالى ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ﴾ فالشيطان لا يألو الإنسان خبالا جهده وطاقته في جميع أحواله وحركاته وسكناته كما صنف الحافظ أبو بكر بن أبى الدنيا كتابا في ذلك سماه (مصائد الشيطان) وفيه فوائد جمة

وفي سنن أبى داود إن رسول الله كان يقول في دعائه. وأعوذ بك ان يتخبطني الشيطان عند الموت. وروينا في بعض الاخبار أنه قال (يا رب وعزك وجلالك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الله تعالى وعزتي وجلالي ولا أزال أغفر لهم ما استغفرونى) وقال الله تعالى ﴿الشَّيْطانُ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>