للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال - يعنى عبد المطلب - لأبى طالب، لعلك تكون هذا المولود قال فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث بعد ما ولد رسول الله وبعد ما بعث. ثم قال كانت الشجرة والله أعلم أبا القاسم الأمين، فيقال لأبى طالب ألا تؤمن؟ فيقول السبة والعار.

وقال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن احمد حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا العباس بن بكار الضبيّ حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس. قال قال العباس: خرجت في تجارة إلى اليمن في ركب - منهم أبو سفيان بن حرب، فقدمت اليمن فكنت أصنع يوما طعاما وانصرف بأبي سفيان وبالنفر ويصنع أبو سفيان يوما، ويفعل مثل ذلك، فقال لي في يومى الّذي كنت أصنع فيه، هل لك يا أبا الفضل أن تنصرف إلى بيتي وترسل إليّ غداءك؟ فقلت نعم. فانصرفت أنا والنفر إلى بيته وأرسلت إلى الغداء فلما تغدى القوم قاموا واحتبسني. فقال هل علمت يا أبا الفضل أن ابن أخيك يزعم أنه رسول الله فقلت أيّ بنى أخى؟ فقال أبو سفيان إياي تكتم؟ وأي بنى أخيك ينبغي أن يقول هذا الا رجل واحد؟ قلت وأيهم على ذلك؟ قال: هو محمد بن عبد الله، فقلت قد فعل؟ قال بلى قد فعل.

واخرج كتابا باسمه من ابنه حنظلة بن أبى سفيان فيه: أخبرك ان محمدا قام بالأبطح فقال: «انا رسول أدعوكم الى الله ﷿» فقال العباس قلت أجده يا أبا حنظلة صادق. فقال مهلا يا أبا الفضل فو الله ما أحب أن يقول مثل هذا، إني لا أخشى أن يكون على ضير من هذا الحديث يا بنى عبد المطلب، إنه والله ما برحت قريش تزعم ان لكم هنة وهنة، كل واحدة منهما غاية. لنشدتك يا أبا الفضل هل سمعت ذلك؟ قلت نعم قد سمعت. قال فهذه والله شؤمتكم. قلت فلعلها يمنتنا، قال فما كان بعد ذلك إلا ليال حتى قدم عبد الله بن حذافة بالخبر وهو مؤمن، ففشا ذلك في مجالس اليمن، وكان أبو سفيان يجلس مجلسا باليمن يتحدث فيه حبر من أحبار اليهود، فقال له اليهودي ما هذا الخبر؟ بلغني أن فيكم عم هذا الرجل الّذي قال ما قال؟ قال أبو سفيان صدقوا وأنا عمه، فقال اليهودي أخو أبيه؟ قال نعم! قال فحدثني عنه قال لا تسألنى ما أحب ان يدعى هذا الأمر ابدا، وما أحب أن أعيبه وغيره خير منه، فرأى اليهودي انه لا يغمس عليه ولا يحب ان يعيبه. فقال اليهودي ليس به بأس على اليهود، وتوراة موسى. قال العباس فناداني الحبر، فجئت فخرجت حتى جلست ذلك المجلس من الغد، وفيه أبو سفيان بن حرب والحبر، فقلت للحبر بلغني انك سألت ابن عمى عن رجل منا زعم انه رسول الله وأخبرك أنه عمه، وليس بعمه. ولكن ابن عمه وانا عمه وأخو أبيه. قال أخو أبيه؟ قلت أخو أبيه، فاقبل على أبى سفيان فقال صدق؟ قال نعم صدق، فقلت سلني فان كذبت فليرد على، فاقبل على فقال نشدتك هل كان لابن أخيك صبوة أو سفهة؟ قلت لا وإله عبد المطلب ولا كذب ولا خان، وانه كان اسمه عند قريش الأمين. قال فهل كتب بيده؟ قال العباس فظننت انه خير له ان يكتب بيده فأردت ان أقولها ثم ذكرت مكان أبى سفيان يكذبني ويرد على

<<  <  ج: ص:  >  >>