للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المولد من طريق بقية عن صفوان بن عمرو عن حجر بن حجر عن أبى مريق أن إعرابيا قال يا رسول الله أيّ شيء كان أول أمر نبوتك؟ فقال «أخذ الله منى الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم. ورأت أم رسول الله في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام (١).

وقال الامام محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك. قال «دعوة أبى إبراهيم، وبشرى عيسى. ورأت أمى حين حبلت كأنه خرج منها نور أضاءت له بصرى من أرض الشام» إسناده جيد أيضا. وفيه بشارة لأهل محلتنا أرض بصرى وإنها أول بقعة من أرض الشام خلص اليها نور النبوة، ولله الحمد والمنة ولهذا كانت أول مدينة فتحت من أرض الشام وكان فتحها صلحا في خلافة أبى بكر ، كما سيأتي بيانه. وقد قدمها رسول الله مرتين في صحبة عمه أبى طالب وهو ابن اثنتي عشرة سنة وكانت عندها قصة بحيرى الراهب كما بيناه. والثانية ومعه ميسرة مولى خديجة في تجارة لها. وبها مبرك الناقة التي يقال لها ناقة رسول الله بركت عليه فأثر ذلك فيها فيما يذكر. ثم نقل وبنى عليه مسجد مشهور اليوم. وهي المدينة التي أضاءت أعناق الإبل عندها من نور النار التي خرجت من أرض الحجاز سنة أربع وخمسين وستمائة وفق ما

أخبر به رسول الله في قوله «تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى» وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان.

وقال الله تعالى ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ. فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاِتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الآية.

قال الامام احمد حدثنا إسماعيل عن الجريريّ عن أبى صخر العقيلي حدثني رجل من الأعراب قال: جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله . فلما فرغت من بيعي قلت لألقين هذا الرجل فلأسمعنّ منه. قال: فتلقاني بين أبى بكر وعمر يمشون، فتبعتهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزى بها نفسه عن ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجملهم. فقال رسول الله «أنشدك بالذي أنزل التوراة، هل تجدني في كتابك ذا صفتي ومخرجي؟» فقال برأسه هكذا - أي لا - فقال ابنه: إي والّذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. فقال: «أقيموا اليهودي عن أخيكم» ثم ولى كفنه والصلاة عليه. هذا إسناد جيد وله شواهد في الصحيح عن أنس بن مالك .

وقال أبو القاسم البغوي حدثنا عبد الواحد ابن غياث - أبو بحر - حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن الصلتان بن عاصم


(١) هذه الجملة ليست في المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>