للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجاء به حدثنا عمى محمد بن عبد العزيز حدثني عبد العزيز بن عفير عن أبيه عن زرعة بن سيف بن ذي يزن الحميري قال لما ظهر جدي سيف بن ذي يزن على الحبشة. وذكره بطوله. وقال أبو بكر الخرائطى حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي حدثنا العلاء بن الفضل بن أبى سوية أخبرنى أبى عن أبيه عبد الملك بن أبى سوية عن جده أبى سوية عن أبيه خليفة قال سألت محمد بن عثمان بن ربيعة بن سواءة ابن خثعم بن سعد فقلت كيف سماك أبوك محمدا؟ فقال سألت أبي عما سألتني عنه، فقال خرجت رابع أربعة من بنى تميم أنا منهم، وسفيان بن مجاشع بن دارم، وأسامة بن مالك بن جندب بن العقيد، ويزيد ابن ربيعة بن كنانة بن حربوص بن مازن، ونحن نريد ابن جفنة ملك غسان فلما شارفنا الشام نزلنا على غدير عليه شجرات فتحدثنا فسمع كلامنا راهب، فأشرف علينا فقال إن هذه لغة ما هي بلغة هذه البلاد فقلنا نعم نحن قوم من مضر، قال من أي المضرين؟ قلنا من خندف قال أما إنه سيبعث وشيكا نبي خاتم النبيين، فسارعوا اليه وخذوا بحظكم منه ترشدوا. فقلنا له ما اسمه؟ قال: اسمه محمد. قال فرجعنا من عند ابن جفنة فولد لكل واحد منا ابن فسماه محمدا. يعنى ان كل واحد منهم طمع في أن يكون هذا النبي المبشر به ولده.

وقال الحافظ أبو بكر الخرائطى: حدثنا عبد الله بن أبى سعد حدثنا حازم بن عقال بن الزهر بن حبيب بن المنذر بن أبى الحصين بن السموأل بن عاديا حدثني جابر بن جدان بن جميع بن عثمان بن سماك بن الحصين بن السموأل بن عاديا. قال لما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر الوفاة اجتمع اليه قومه من غسان فقالوا إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى وكنا نأمرك بالتزوج في شبابك فتأبى وهذا أخوك الخزرج له خمسة بنين، وليس لك ولد غير مالك فقال: لن يهلك هالك ترك مثل مالك إن الّذي يخرج النار من الوثيمة (١) قادر أن يجعل لمالك نسلا ورجالا بسلا وكل إلى الموت ثم أقبل على مالك وقال: أي بنى المنية ولا الدنية، العقاب ولا العتاب، التجلد ولا التلدد (٢) القبر خير من الفقر، إنه من قل ذل، ومن كر فر، من كرم الكريم الدفع عن الحريم. والدهر يومان فيوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصطير، وكلاهما سينحسر، ليس يثبت منهما الملك المتوج، ولا اللئيم المعلهج، سلم ليومك حياك ربك، ثم أنشأ يقول:

شهدت السبايا يوم آل محرق … وأدرك أمرى صيحة الله في الحجر

فلم أر ذا ملك من الناس واحدا … ولا سوقة إلا إلى الموت والقبر

فعلّ الّذي أردى ثمودا وجرهما … سيعقب لي نسلا على آخر الدهر


(١) الوثيمة الحجارة، يريد ما يكون من شرر إذا قدحت الحجارة بالزند.
(٢) في الأمالي لأبي على القالي هذه القصة بسياق غير هذا وزيادة ونقصان.

<<  <  ج: ص:  >  >>