للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها. فقال رسول الله :

«إني رسول الله أدعوك إلى الله» فلما فرغ كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله وما بين الاخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبى بكر، ومضى أبو بكر فراح لعثمان بن عفان وطلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبى وقاص فأسلموا، ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون وأبى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبى سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبى الأرقم فأسلموا .

قال عبد الله بن محمد فحدثني أبى محمد بن عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة.

قالت: لما اجتمع أصحاب النبي وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا ألح أبو بكر على رسول الله في الظهور فقال: «يا أبا بكر إنا قليل» فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبا ورسول الله جالس فكان أول خطيب دعا الى الله وإلى رسوله وثار المشركون على أبى بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا ووطئ أبو بكر وضرب ضربا شديدا ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبى بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه وجاء بنو تيم يتعادون فاجلت المشركين عن أبى بكر وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبى بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله ؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا وقالوا لامه أم الخير انظري أن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه فلما خلت به الحت عليه وجعل يقول: ما فعل رسول الله ؟ فقالت والله ما لي علم بصاحبك، فقال اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله؟ فقالت ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك قالت نعم. فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت والله إن قوما نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم. قال فما فعل رسول الله ؟ قالت هذه أمك تسمع، قال فلا شيء عليك منها، قالت سالم صالح. قال أين هو؟ قالت في دار ابن الأرقم، قال فان لله على أن لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتى رسول الله . فامهلتا حتى إذا هدأت الرجل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله ، قال فأكب عليه رسول الله فقبله وأكب عليه المسلمون، ورق له رسول الله رقة شديدة. فقال أبو بكر بابي وأمى يا رسول الله ليس بى بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمى برة بولدها، وأنت مبارك

<<  <  ج: ص:  >  >>