للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال غندر قلت لشعبة هي شجرة الخلد قال ليس فيها هي * تفرد به الامام أحمد * وقوله ﴿فَدَلاّهُما بِغُرُورٍ فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ كما قال في «طه» أكلا منها ف ﴿بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ وكانت حواء أكلت من الشجرة قبل آدم وهي التي حدته على أكلها والله أعلم * وعليه يحمل الحديث الّذي

رواه البخاري حدثنا بشر بن محمد حدثنا عبد الله أنبأنا معمر عن همام ابن منبه عن أبى هريرة عن النبي نحوه لولا بنو إسرائيل لم يخنز (١) اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها. تفرد به من هذا الوجه وأخرجاه في الصحيحين من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبى هريرة به ورواه أحمد ومسلم عن هارون بن معروف عن أبى وهب عن عمرو بن حارث عن أبى يونس عن أبى هريرة به * وفي كتاب التوراة التي بين أيدي أهل الكتاب أن الّذي دل حواء على الاكل من الشجرة هي الحية وكانت من أحسن الأشكال وأعظمها فأكلت حواء عن قولها وأطعمت آدم وليس فيها ذكر لإبليس فعند ذلك انفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان فوصلا من ورق التين وعملا ميازر وفيها أنهما كانا عريانين * وكذا قال وهب بن منبه كان لباسهما نورا على فرجه وفرجها وهذا الّذي في هذه التوراة التي بأيديهم غلط منهم وتحريف وخطأ في التعريب فان نقل الكلام من لغة الى لغة لا يكاد يتيسر لكل أحد ولا سيما ممن لا يعرف كلام العرب جيدا ولا يحيط علما بفهم كتابه أيضا فلهذا وقع في تعريبهم لها خطأ كثير لفظا ومعنى * وقد دل القرآن العظيم على انه كان عليهما لباس في قوله ﴿يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما﴾ فهذا لا يرد لغيره من الكلام والله تعالى اعلم

وقال ابن أبى حاتم حدثنا على بن الحسن بن إسكاب حدثنا على بن عاصم عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبى بن كعب قال قال رسول الله (ان الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه فأول ما بدا منه عورته فلما نظر الى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة فنازعها فناداه الرحمن ﷿ يا آدم منى تفر فلما سمع كلام الرحمن قال يا رب لا ولكن استحياء * وقال الثوري عن ابن أبى ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ﴿وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ ورق التين * وهذا اسناد صحيح اليه وكأنه مأخوذ من أهل الكتاب وظاهر الآية يقتضي أعم من ذلك وبتقدير تسليمه فلا يضر والله تعالى أعلم *

وروى الحافظ بن عساكر من طريق محمد بن إسحاق عن الحسن بن ذكوان عن الحسن البصري عن ابى بن كعب قال قال رسول الله ان أباكم آدم كان كالنخلة السحوق ستين ذراعا كثير الشعر موارى العورة فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوأته فخرج من الجنة فلقيته شجرة فأخذت بناصيته


(١) قوله لم يخنز أي لم ينتن

<<  <  ج: ص:  >  >>