عن رسول الله ﷺ:
أيا راكبا إما عرضت فبلغن … مغلغلة عنى لؤيّ بن غالب
رسول امرئ قد راعه ذات بينكم … على النأى محزون بذلك ناصب
وقد كان عندي للهموم معرس … ولم اقض منها حاجتي ومآربى
نبيتكم شرجين كل قبيلة … لها أزمل من بين مذك وحاطب (١)
أعيذكم بالله من شر صنعكم … وشر تباغيكم ودس العقارب
وإظهار أخلاق ونجوى سقيمة … كوخز الاشافى وقعها حق صائب
فذكرهم بالله أول وهلة … وإحلال إحرام الظباء الشوازب
وقل لهم والله يحكم حكمه … ذروا الحرب تذهب عنكم في المراحب
متى تبعثوها تبعثوها دميمة … هي الغول للأقصين أو للاقارب
تقطع أرحاما وتهلك أمة … وتبرى السديف من سنام وغارب
وتستبدلوا بالأتحمية بعدها … شليلا وأصداء ثياب المحارب
وبالمسك والكافور غبرا سوابغا … كأن قتيريها عيون الجنادب
فإياكم والحرب لا تعلقنكم … وحوضا وخيم الماء مر المشارب
تزين للأقوام ثم يرونها … بعاقبة إذ بيتت أم صاحب
تحرق لا تشوى ضعيفا وتنتحى … ذوى العز منكم بالحتوف الصوائب
ألم تعلموا ما كان في حرب داحس … فتعتبروا أو كان في حرب حاطب
وكم ذا أصابت من شريف مسوّد … طويل العماد ضيفه غير خائب
عظيم رماد النار يحمد أمره … وذي شيمة محض كريم المضارب
وماء هريق في الضلال كأنما … أذاعت به ريح الصبا والجنائب
يخبركم عنها امرؤ حق عالم … بأيامها والعلم علم التجارب
فبيعوا الحراب ملمحارب واذكروا … حسابكم والله خير محاسب
ولىّ امرئ فاختار دينا فلا يكن … عليكم رقيب غير رب الثواقب
أقيموا لنادينا حنيفا فانتموا … لنا غاية قد يهتدى بالذوائب
وأنتم لهذا الناس نور وعصمة … تؤمون والأحلام غير عوازب
(١) قال السهيليّ: نبيتكم شرجين أي فريقين مختلفين، و [فيه] نبئتكم [بالهمز] وقال إنه لفظ مشكل، وقال فيه زحاف خرم شرحها شرحا حسنا.