للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنتم إذا ما حصّل الناس جوهر … لكم سرة البطحاء شم الأرانب

تصونون أنسابا (١) كراما عتيقة … مهذبة الأنساب غير أشائب

يرى طالب الحاجات نحو بيوتكم … عصائب هلكى تهتدى بعصائب

لقد علم الأقوام أن سراتكم … على كل حال خير أهل الجباجب (٢)

وأفضله رأيا وأعلاه سنة … وأقوله للحق وسط المواكب

فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا … بأركان هذا البيت بين الاخاشب

فعندكم منه بلاء ومصدق … غداة أبى يكسوم هادي الكتائب

كتيبته بالسهل تمشى ورجله … على القاذفات في رءوس المناقب

فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم … جنود المليك بين ساف وحاصب

فولوا سراعا هاربين ولم يؤب … إلى أهله ملحبش غير عصائب

فان تهلكوا نهلك وتهلك مواسم … يعاش بها قول امرئ غير كاذب

وحرب داحس الّذي ذكرها أبو قيس في شعره كانت في زمن الجاهلية مشهورة، وكان سببها فيما ذكره أبو عبيد معمر بن المثنى وغيره: أن فرسا يقال له داحس كانت لقيس بن زهير بن جذيمة ابن رواحة الغطفانيّ، أجراه مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤبة الغطفانيّ أيضا يقال لها الغبراء، فجاءت داحس سابقا فامر حذيفة من ضرب وجهه فوثب مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء، فقام حمل بن بدر فلطم مالكا، ثم إن أبا جنيدب العبسيّ لقي عوف بن حذيفة فقتله، ثم لقي رجل من بنى فزارة مالكا فقتله، فشبت الحرب بين بنى عبس وفزارة فقتل حذيفة بن بدر وأخوه حمل ابن بدر وجماعات آخرون، وقالوا في ذلك أشعارا كثيرة يطول بسطها وذكرها.

قال ابن هشام: وأرسل قيس داحسا والغبراء وأرسل حذيفة الخطار والحنفاء، والأول أصح.

قال وأما حرب حاطب بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. كان قتل يهوديا جارا للخزرج، فخرج اليه زيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن مالك بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بن الخزرج وهو الّذي يقال له ابن قسحم في نفر من بنى الحارث بن الخزرج فقتلوه فوقعت الحرب بين الأوس والخزرج فاقتتلوا قتالا شديدا وكان الظفر للخزرج، وقتل يومئذ الأسود بن الصامت الأوسي (٣) قتله المجذر بن ذياد حليف بنى عوف بن الخزرج، ثم كانت بينهم حروب


(١) وفي ابن هشام: تصونون أجسادا كراما عتيقة.
(٢) قال السهيليّ الجباجب منازل منى، وقيل حفر بها لدم البدن.
(٣) وفي ابن هشام: سويد بن الصامت ولعله خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>