للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر أنه إنما قال ذلك ليؤخر البيعة تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبى بن سلول سيد الخزرج ليكون أقوى لأمر القوم، فالله أعلم أي ذلك كان.

قال ابن إسحاق: فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يده، وبنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم بن التيهان.

قال ابن إسحاق: وحدثني معبد بن كعب عن أخيه عبد الله عن أبيه كعب بن مالك قال:

فكان أول من ضرب على يد رسول الله البراء بن معرور، ثم بايع القوم. وقال ابن الأثير في [أسد] الغابة: وبنو سلمة يزعمون أن أول من بايعه ليلتئذ كعب بن مالك. وقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه عن كعب بن مالك في حديثه حين تخلف عن غزوة تبوك. قال: ولقد شهدت مع رسول الله ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدرا كثير في الناس منها.

وقال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا بن أبى زائدة عن عامر الشعبي قال: انطلق رسول الله مع العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة، فقال: «ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة فان عليكم من المشركين عينا، وإن يعلموا بكم يفضحوكم» فقال قائلهم - وهو أبو أمامة - سل يا محمد لربك ما شئت، ثم سل لنفسك بعد ذلك ما شئت. ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك. قال: «أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم لنفسي وأصحابى أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم» قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال «لكم الجنة» قالوا فلك ذلك. ثم رواه حنبل عن الامام احمد عن يحيى بن زكريا عن مجالد عن الشعبي عن أبى مسعود الأنصاري فذكره قال: وكان أبو مسعود أصغرهم. وقال احمد عن يحيى عن إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبي قال: فما سمع الشيب والشبان خطبة مثلها. وقال البيهقي أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن محمش أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام أخبرنا محمد بن يحيى الذهلي أخبرنا عمرو بن عثمان الرقى حدثنا زهير ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة عن أبيه قال: قدمت روايا خمر، فأتاها عبادة بن الصامت فخرقها وقال: إنا بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسير، وعلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا فيه لومة لائم، وعلى أن ننصر رسول الله إذا قدم علينا يثرب مما نمنع به أنفسنا وأرواحنا وأبناءنا ولنا الجنة. فهذه بيعة رسول الله التي بايعناه عليها، وهذا اسناد جيد قوى ولم يخرجوه. وقد روى يونس عن ابن إسحاق حدثني عبادة بن

<<  <  ج: ص:  >  >>