للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده عبادة بن الصامت. قال: بايعنا رسول الله بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

قال ابن إسحاق في حديثه عن معبد بن كعب عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك. قال:

فلما بايعنا رسول الله صرخ الشيطان من رأس العقبة بانفذ صوت سمعته قط؟ يا أهل الجباجب - والجباجب المنازل - هل لكم في مذمم والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم. قال فقال رسول الله : «هذا أزب العقبة، هذا ابن أزب». قال ابن هشام: ويقال ابن أزيب. «أتسمع أي عدو الله؟ وأما والله لا تفرغن لك. ثم قال رسول الله «ارفضوا الى رحالكم» قال فقال العباس بن عبادة بن نضلة: يا رسول الله والّذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا قال فقال رسول الله : «لم نؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم». قال فرجعنا إلى مضاجعنا فنمنا فيها حتى أصبحنا، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا:

يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا. وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم قال فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون ما كان من هذا شيء وما علمناه، قال وصدقوا لم يعلموا، قال وبعضنا ينظر إلى بعض. قال ثم قام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان له جديدان، قال فقلت له كلمة - كأنى أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا - يا أبا جابر أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد من سادتنا مثل نعلى هذا الفتى من قريش؟ قال فسمعها الحارث فخلعهما من رجليه ثم رمى بهما إلى، قال والله لتنتعلنهما، قال يقول أبو جابر مه أحفظت والله الفتى فاردد اليه نعليه. قال قلت والله لا أردهما، فأل والله صالح، لئن صدق الفأل لأسلبنه.

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبى بكر أنهم أتوا عبد الله بن أبى بن سلول فقالوا مثل ما ذكر كعب من القول فقال لهم إن هذا الأمر جسيم ما كان قومي ليتفرقوا (١) على مثل هذا وما علمته كان. قال فانصرفوا عنه، قال ونفر الناس من منى فتنطس القوم الخبر فوجدوه قد كان، فخرجوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر والمنذر بن عمرو أخا بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج وكلاهما كان نقيبا، فأما المنذر فأعجز القوم، وأما سعد بن عبادة فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجمته - وكان ذا شعر كثير -. قال سعد:


(١) كذا في الأصلين. وفي ابن هشام ليتفوتوا عليّ. وقوله فتنطس. قال السهيليّ: التنطس تدقيق النظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>