للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي تلك الليلة، وخرج النبي حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي . فلما أصبحوا ثاروا عليه، فلما رأوا عليا رد الله عليهم مكرهم. فقالوا: أين صاحبك هذا؟ فقال: لا أدرى. فاقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال. وهذا اسناد حسن وهو من أجود ما روى في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله رسوله .

[وقال الحافظ أبو بكر احمد بن على بن سعيد القاضي في مسند ابى بكر حدثنا بشار الخفاف ثنا جعفر وسليمان (١) ثنا ابو عمران الجونى حدثنا المعلى بن زياد عن الحسن البصري. قال: انطلق النبي وأبو بكر الى الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي ، وكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت قالوا: لم يدخل أحد، وكان النبي قائما يصلى وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر للنّبيّ : هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي آئل (٢) ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره. فقال له النبي : «يا أبا بكر لا تخف إن الله معنا» وهذا مرسل عن الحسن، وهو حسن بحاله من الشاهد، وفيه زيادة صلاة النبي في الغار. وقد كان إذا أحزنه أمر صلى وروى هذا الرجل - اعنى ابو بكر احمد بن على القاضي -[عن] عمرو الناقد عن خلف بن تميم عن موسى بن مطر عن أبيه عن ابى هريرة أن أبا بكر. قال لابنه: يا بنى إذا حدث في الناس حدث فأت الغار الّذي اختبأت فيه أنا ورسول الله فكن فيه فإنه سيأتيك رزقك فيه بكرة وعشيا] (٣).

وقد نظم بعضهم هذا في شعره حيث يقول:

نسج داود ما حمى صاحب الغار … وكان الفخار للعنكبوت

وقد ورد أن حمامتين عششتا على بابه أيضا، وقد نظم ذلك الصرصرى في شعره حيث يقول:

فغمى عليه العنكبوت بنسجه … وظل على الباب الحمام يبيض

والحديث بذلك رواه الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا عمرو بن على ثنا عون بن عمرو أبو عمرو القيسي - ويلقب عوين - حدثني أبو مصعب المكيّ. قال: أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك، يذكرون أن النبي ليلة الغار أمر الله شجرة


(١) كذا في الأصل، ولعله جعفر بن سليمان الضبعي من رجال الخلاصة.
(٢) ألّ المريض والحزين أنّ وحنّ ورفع صوته وصرخ عند المصيبة.
(٣) ما بين المربعين زيادة في النسخة الحلبية، ولم يرد في النسخة المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>