للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس عشرين ألفا، وأربعين عبدا. وقد صارت دار أبى أيوب بعده إلى مولاه أفلح. فاشتراها منه المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بألف دينار وصلح ما وهي من بنيانها ووهبها لأهل بيت فقراء من أهل المدينة. وكذلك نزوله في دار بنى النجار واختيار الله له ذلك منقبة عظيمة وقد كان في المدينة دور كثيرة تبلغ تسعا كل دار محلة مستقلة بمساكنها ونخيلها وزروعها وأهلها، كل قبيلة من قبائلهم قد اجتمعوا في محلتهم وهي كالقرى المتلاصقة، فاختار الله لرسول الله دار بنى مالك بن النجار.

وقد ثبت

في الصحيحين من حديث شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله : «خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير» فقال سعد بن عبادة: ما أرى النبي إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير: هذا لفظ البخاري. وكذلك رواه البخاري ومسلم من حديث أنس وأبى سلمة عن أبى أسيد مالك بن ربيعة، ومن حديث عبادة بن سهل عن أبى حميد عن النبي بمثله سواء. زاد في حديث أبى حميد، فقال أبو أسيد لسعد بن عبادة: ألم تر أن النبي خير الأنصار فجعلنا آخرا، فأدرك سعد النبي فقال: يا رسول الله خيرت دور الأنصار فجعلتنا آخرا؟ قال: «أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الأخيار» قد ثبت لجميع من أسلم من أهل المدينة وهم الأنصار الشرف والرفعة لي الدنيا والآخرة. قال الله تعالى ﴿وَالسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ وقال تعالى ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾

وقال رسول الله : «لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار والناس دثار» وقال «الأنصار كرشى وعيبتي» وقال «أنا سلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم»

وقال البخاري حدثنا حجاج بن منهال ثنا شعبة حدثني عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يقول سمعت رسول الله أو قال قال رسول الله : «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله» وقد أخرجه بقية الجماعة إلا أبا داود من حديث شعبة به.

وقال البخاري أيضا حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبير عن أنس بن مالك عن النبي قال: «آية الايمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» ورواه البخاري أيضا عن أبى الوليد [و] الطيالسي ومسلم من حديث خالد بن الحارث وعبد الرحمن بن مهدي أربعتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>