الصحيحين عن أنس بن مالك. قال: جيء رسول الله ﷺ ببدر (١) وفي رواية بقدر فيه خضروات من بقول، قال فسأل فأخبر بما فيها فلما رآها كره أكلها، قال:«كل فانى أناجى من لا تناجي» وقد روى الواقدي أن أسعد بن زرارة لما نزل رسول الله ﷺ في دار أبى أيوب أخذ بخطام ناقة رسول الله ﷺ فكانت عنده،
وروى عن زيد بن ثابت أنه قال: أول هدية أهديت إلى رسول الله ﷺ حين نزل دار أبى أيوب أنا جئت بها، قصعة فيها خبز مثرود بلبن وسمن، فقلت أرسلت بهذه القصعة أمى، فقال:«بارك الله فيك» ودعا أصحابه فأكلوا، ثم جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعراق لحم، وما كانت من ليلة إلا وعلى باب رسول ﷺ الثلاث والأربعة يحملون الطعام يتناوبون، وكان مقامه في دار أبى أيوب سبعة أشهر. قال وبعث رسول ﷺ وهو نازل في دار أبى أيوب - مولاه زيد بن حارثة وأبا رافع ومعهما بعيران وخمسمائة درهم ليجئا بفاطمة وأم كلثوم ابنتي رسول الله ﷺ، وسودة بنت زمعة زوجته، وأسامة بن زيد، وكانت رقية قد هاجرت مع زوجها عثمان، وزينب عند زوجها بمكة أبى العاص بن الربيع، وجاءت معهم أم أيمن امرأة زيد بن حارثة وخرج معهم عبد الله بن أبى بكر بعيال أبى بكر وفيهم عائشة أم المؤمنين ولم يدخل بها رسول الله ﷺ.
وقال البيهقي: أخبرنا على بن احمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا خلف بن عمرو العكبريّ ثنا سعيد بن منصور ثنا عطاف بن خالد ثنا صديق بن موسى عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ قدم المدينة، فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن على وبين دار الحسن بن زيد، فأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله المنزل. فانبعثت به راحلته فقال:«دعوها فإنها مأمورة» ثم خرجت به حتى جاءت موضع المنبر فاستناخت ثم تحللت، وثم عريش كانوا يعرشونه ويعمرونه ويتبردون فيه، فنزل رسول الله ﷺ عن راحلته فيه فآوى إلى الظل فأتاه أبو أيوب فقال:
يا رسول الله إن منزلي أقرب المنازل إليك فأنقل رحلك إلى؟ قال نعم! فذهب برحله إلى المنزل، ثم أتاه رجل فقال يا رسول الله أين تحل؟ قال «إن الرجل مع رحله حيث كان» وثبت رسول الله ﷺ في العريش اثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد، وهذه منقبة عظيمة لأبي أيوب خالد بن زيد ﵁، حيث نزل في داره رسول الله ﷺ. وقد روينا من طريق يزيد بن أبى حبيب عن محمد ابن على بن عبد الله بن عباس ﵁ أنه لما قدم أبو أيوب البصرة - وكان ابن عباس نائبا عليها من جهة على بن أبى طالب ﵁ فخرج له ابن عباس عن داره حتى أنزله فيها كما أنزل رسول الله ﷺ في داره، وملكه كل ما أغلق عليها بابها. ولما أراد الانصراف أعطاه ابن