للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحق ولقد علمت يهود أنى سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فسلهم، فدخلوا عليه فقال لهم رسول الله «يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فو الله الّذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنى رسول الله حقا وأنى جئت بحق أسلموا». فقالوا: ما نعلمه، ثلاثا. وكذا رواه البخار منفردا به عن محمد غير منسوب عن عبد الصمد به (١)

قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن أبى حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبى رهم السماعي حدثني أبو أيوب. قال: لما نزل عليّ رسول الله في بيتي نزل في السفل، وأنا وأم أيوب في العلو، فقلت له بأبي أنت وأمى يا رسول الله إني أكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتى، فأظهر أنت فكن في العلو وننزل نحن فنكون في السفل، فقال «يا أبا أيوب إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن أكون في سفل البيت» فكان رسول الله في سفله وكنا فوقه في المسكن.

فلقد انكسر حب لنا فيه ماء، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفا أن يقطر على رسول الله منه شيء فيؤذيه، قال وكنا نصنع له العشاء ثم نبعث اليه فإذا رد علينا فضلة تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغى بذلك البركة، حتى بعثنا اليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له فيه بصلا - أو ثوما - فرده رسول الله فلم أر ليده فيه أثرا، قال فجئته فزعا فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمى رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك؟ فقال «إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة، وأنا رجل أناجى فاما أنتم فكلوه» قال فأكلناه ولم نصنع له تلك الشجرة بعد. وكذلك رواه البيهقي من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى الحسن - أو أبى الخير - مرثد بن عبد الله اليزني عن أبى رهم عن أبى أيوب فذكره. ورواه أبو بكر بن أبى شيبة عن يونس بن محمد المؤدب عن الليث.

وقال البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عمرو الحيريّ ثنا عبد الله بن محمد ثنا احمد بن سعيد الدارميّ ثنا أبو النعمان ثنا ثابت بن يزيد ثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبى أيوب عن أبى أيوب أن رسول الله نزل عليه فنزل في السفل وأبو أيوب في العلو فانتبه أبو أيوب فقال: نمشي فوق رأس رسول الله ! فتنحوا فباتوا في جانب، ثم قال للنّبيّ يعنى في ذلك - فقال: «السفل أرفق بنا» فقال لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحول رسول الله في العلو، وأبو أيوب في السفل فكان يصنع لرسول الله طعاما، فإذا جيء به سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابع رسول الله فصنع له طعاما فيه ثوم، فلما رد اليه سأل عن موضع أصابع رسول الله فقيل له لم يأكل ففزع وصعد اليه فقال أحرام؟ فقال النبي : «لا ولكنى أكرهه» قال فانى اكره ما تكره - أو ما كرهت - قال وكان النبي يأتيه الملك. رواه مسلم عن احمد بن سعيد به، وثبت

في


(١) هكذا في الأصلين مقتضبا والخبر بطوله في البخاري في باب هجرة النبي وأصحابه الى المدينة فراجعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>