للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد الله: فقلت يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فانى قد سمعته يذكر الإسلام قال فسكت، قال فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع على حجارة من السماء من ذلك اليوم حتى قال «إلا سهيل بن بيضاء» قال فانزل الله ﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ﴾ إلى آخر الآيتين وهكذا رواه الترمذي والحاكم من حديث أبى معاوية. وقال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه. ورواه ابن مردويه من طريق عبد الله بن عمر وأبى هريرة بنحو ذلك وقد روى عن أبى أيوب الأنصاري بنحوه.

وقد

روى ابن مردويه والحاكم في المستدرك من حديث عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر قال: لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس فيمن أسر أسره رجل من الأنصار قال وقد أوعدته الأنصار أن يقتلوه. فبلغ ذلك النبي فقال «إني لم أنم الليلة من أجل عمى العباس، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه» قال عمر أفآتيهم؟ قال نعم فأتى عمر الأنصار فقال لهم: أرسلوا العباس، فقالوا لا والله لا نرسله، فقال لهم عمر: فان كان لرسول الله رضى؟ قالوا فان كان له رضى فخذه، فأخذه عمر فلما صار في يده قال له عمر: يا عباس أسلم فو الله لئن تسلم أحب إلى من أن يسلم الخطاب وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله يعجبه إسلامك. قال واستشار رسول الله أبا بكر فقال أبو بكر عشيرتك فأرسلهم واستشار عمر فقال اقتلهم، ففاداهم رسول الله فانزل الله ﴿ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ الآية. ثم قال الحاكم في صحيحه هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه،

وروى الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان الثوري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن على قال: جاء جبريل إلى النبي فقال خير أصحابك في الأسارى إن شاءوا الفداء وإن شاءوا القتل على أن يقتل عاما قابلا منهم مثلهم، قالوا الفداء أو يقتل منا. وهذا حديث غريب جدا، ومنهم من رواه مرسلا عن عبيدة والله أعلم. وقد قال ابن إسحاق عن ابن أبى نجيح عن عطاء عن ابن عباس في قوله ﴿لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ يقول لولا أنى لا أعذب من عصاني حتى أتقدم اليه لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم. وهكذا روى عن ابن أبى نجيح عن مجاهد أيضا واختاره ابن إسحاق وغيره وقال الأعمش سبق منه أن لا يعذب أحدا شهد بدرا. وهكذا روى عن سعد ابن أبى وقاص وسعيد بن جبير وعطاء بن أبى رباح، وقال مجاهد والثوري ﴿لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ﴾ أي لهم بالمغفرة. وقال الوالبي عن ابن عباس سبق في أم الكتاب الأول أن المغانم وفداء الأسارى حلال لكم، ولهذا قال بعده ﴿فَكُلُوا مِمّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً﴾ وهكذا روى عن أبى هريرة وابن مسعود وسعيد بن جبير وعطاء والحسن وقتادة والأعمش، واختاره ابن جرير وقد ترجح هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>