للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر. قال وما قلت؟ قال قلت:

كادت تهدّ من الأصوات راحلتي … إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تردى بأسد كرام لا تنابلة … عند اللقاء ولا ميل معازيل

فظلت عدوا أظن الأرض مائلة … لما سموا برئيس غير مخذول

فقلت ويل ابن حرب من لقائكم … إذا تغطمطت البطحاء بالجيل

إني نذير لأهل البسل ضاحية … لكل ذي اربة منهم ومعقول

من جيش أحمد لا وخش قنابله … وليس يوصف ما أنذرت بالقيل

قال فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه. ومرّ به ركب من عبد القيس فقال: أين تريدون؟ قالوا المدينة، قال: ولم؟ قالوا نريد الميرة؟ قال: فهل أنتم مبلغون عنى محمدا رسالة أرسلكم بها اليه واحمل لكم ابلكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتموها؟ قالوا: نعم. قال: فإذا وافيتموه فأخبروه انا قد أجمعنا السير اليه والى أصحابه لنستأصل بقيتهم.

فمر الركب برسول الله وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال: ﴿حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾. وكذا قال الحسن البصري.

وقد قال البخاري حدثنا أحمد بن يونس أراه قال حدثنا أبو بكر عن أبى حصين عن أبى الضحى عن ابن عباس:

حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقى في النار وقالها محمد حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. تفرد بروايته البخاري

وقد قال البخاري: حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة ﴿الَّذِينَ اِسْتَجابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاِتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ قالت لعروة: يا ابن أختى كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا فقال من يذهب في أثرهم.

فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير. هكذا رواه البخاري وقد رواه مسلم مختصرا من وجه عن هشام وهكذا رواه سعيد بن منصور وأبو بكر الحميدي جميعا عن سفيان بن عيينة. وأخرجه ابن ماجة من طريقه عن هشام بن عروة به. ورواه الحاكم في مستدركه من طريق أبى سعيد عن هشام ابن عروة به ورواه من حديث السدي عن عروة وقال في كل منهما صحيح ولم يخرجاه. كذا قال. وهذا السياق غريب جدا فان المشهور عند أصحاب المغازي ان الذين خرجوا مع رسول الله الى حمراء الأسد كل من شهد أحدا وكانوا سبعمائة كما تقدم قتل منهم سبعون وبقي الباقون. وقد روى ابن جرير من طريق العوفيّ عن ابن عباس قال: ان الله قذف في قلب أبى سفيان الرعب يوم أحد بعد الّذي كان منه فرجع الى مكة وكانت وقعة أحد في شوال وكان التجار يقدمون في ذي القعدة المدينة فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة وانهم قدموا بعد وقعة أحد

وكان أصاب المسلمين

<<  <  ج: ص:  >  >>