للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، فمن طال عمره وساء عمله قبحه الله * وهذا ما ذكره شيخنا فيما يتعلق بإبراهيم الخليل . وأما الحافظ أبو نعيم فأنه قال: فأن قيل: فأن إبراهيم اختص بالخلة مع النبوة، قيل: فقد اتخذ الله محمدا خليلا وحبيبا، والحبيب ألطف من الخليل.

ثم ساق من حديث شعبة عن أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله *

وقد رواه مسلّم من طريق شعبة والثوري عن أبى إسحاق، ومن طريق عبد الله بن مرة، وعبد الله بن أبى الهديل، كلهم عن أبى الأحوص، عوف بن مالك الجشيمى، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن رسول الله قال: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخى وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا * هذا لفظ مسلّم، ورواه أيضا منفردا به عن جندب بن عبد الله البجلي كما سأذكره، وأصل الحديث في الصحيحين عن أبى سعيد، وفي إفراد البخاري عن ابن عباس وابن الزبير كما سقت ذلك في فضائل الصديق ، وقد أوردناه هنالك من رواية أنس والبراء وجابر وكعب بن مالك وأبى الحسين بن العلى وأبى هريرة وأبى واقد الليثي وعائشة أم المؤمنين أجمعين *

ثم إنما رواه أبو نعيم من حديث عبيد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة عن كعب بن مالك أنه قال: عهدي نبيكم فسمعته يقول: لم يكن نبي إلا له خليل من أمته، وإن خليلي أبو بكر، وإن الله اتخذ صاحبكم خليلا * وهذا الاسناد ضعيف،

ومن حديث محمد بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله : لكل نبي خليل، وخليلي أبو بكر بن أبى قحافة، وخليل صاحبكم الرحمن * وهو غريب من هذا الوجه،

ومن حديث عبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله : إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ومنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين * غريب وفي إسناده نظر، انتهى ما أورده أبو نعيم *

وقال مسلّم بن الحجاج في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وإسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، حدثنا زيد بن أبى أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث، حدثني جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي قبل أن يموت بخمس وهو يقول: إني أبرأ إلى الله ﷿ أن يكون لي بينكم خليلا فأن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ الله إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتى خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك * وأما اتخاذه حسينا خليلا،

<<  <  ج: ص:  >  >>