للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جريح، ولا يتبع مدير، وقد قتل مع هذا خلق كثير جدا،

حتى جعل على يقول لابنه الحسن: يا بنى ليت أباك مات قبل هذا اليوم بعشرين عاما فقال له: يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا.

قال سعيد بن أبى عجرة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عبادة قال: قال على يوم الجمل: يا حسن ليت أباك مات منذ عشرين سنة، فقال له: يا أبه قد كنت أنهاك عن هذا، قال: يا بنى إني لم أر أن الأمر يبلغ هذا،

وقال مبارك بن فضالة عن الحسن بن أبى بكرة: لما اشتد القتال يوم الجمل، ورأى عليّ الرءوس تندر أخذ على ابنه الحسن فضمه إلى صدره ثم قال: إنا لله يا حسن! أي خير يرجى بعد هذا؟ فلما ركب الجيشان وتراءى الجمعان وطلب على طلحة والزبير ليكلمهما، فاجتمعوا حتى التفت أعناق خيولهم، فيقال إنه قال لهما: إني أراكما قد جمعتما خيلا ورجالا وعددا، فهل أعددتما عذرا يوم.

القيامة؟ فاتقيا الله ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، ألم أكن حاكما في دمكما تحرمان دمي وأحرم دمكما، فهل من حديث أحل لكما دمي؟ فقال طلحة: ألّبت على عثمان. فقال على (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق)، ثم قال: لعن الله قتلة عثمان، ثم قال: يا طلحة! أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت؟ أما بايعتني؟ قال: بايعتك والسيف على عنقي. وقال للزبير: ما أخرجك؟ قال: أنت، ولا أراك بهذا الأمر أولى به منى. فقال له على: أما تذكر يوم مررت مع رسول الله في بنى غنم فنظر إلى وضحك وضحكت إليه، فقلت: لا يدع ابن أبى طالب زهوه، فقال لك رسول الله : «إنه ليس بمتمرد لتقاتلنه وأنت ظالم له»؟ فقال الزبير: اللهمّ نعم! ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا، ووالله لا أقاتلك. وفي هذا السياق كله نظر، والمحفوظ منه الحديث،

فقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي فقال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدوري حدثنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشيّ عن جده عبد الملك عن أبى حزم المازني. قال: شهدت عليا والزبير حين توافقا، فقال له على: يا زبير! أنشدك الله أسمعت رسول الله يقول: «إنك تقاتلني وأنت ظالم»؟ قال: نعم! لم أذكره إلا في موقفي هذا، ثم انصرف.

وقد رواه البيهقي عن الحاكم عن أبى الوليد الفقيه عن الحسن بن سفيان عن قطن بن بشير عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشيّ عن جده عن أبى حزم المازني عن على والزبير به * وقال عبد الرزاق: أنا معمر عن قتادة قال: لما ولى الزبير يوم الجمل بلغ عليا فقال: لو كان ابن صفية يعلم أنه على حق ما ولى، وذلك أن رسول الله لقيهما في سقيفة بنى ساعدة فقال: «أتحبه يا زبير؟ فقال: وما يمنعني؟ قال: فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟» قال: فيرون أنه إنما ولى لذلك. قال البيهقي: وهذا مرسل

وقد روى موصولا من وجه آخر أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن القاضي أنا أبو عامر بن مطر أنا أبو العباس عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>