للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وأن ناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهمّ اشهد. ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون على الحوض حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه آنية عدد النجوم قد حان من فضة، وإني سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض». رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف كما ذكرنا.

وقال عبد الرزاق:

أنا معمر عن على بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله حتى نزلنا غدير خم بعث مناديا ينادى، فلما اجتمعنا قال: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا:

بلى يا رسول الله! قال: ألست أولى بكم من أمهاتكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله: قال: ألست أولى بكم من آبائكم؟ قلنا بلى يا رسول الله! قال: ألست ألست ألست؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه» فقال عمر بن الخطاب: هنيئا لك يا ابن أبى طالب أصبحت اليوم ولى كل مؤمن. وكذا رواه ابن ماجة من حديث حماد بن سلمة عن على بن زيد وأبى هارون العبديّ عن عدي بن ثابت عن البراء به. وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرميّ عن أبى إسحاق عن البراء به. وقد روى هذا الحديث عن سعد وطلحة بن عبيد الله وجابر بن عبد الله وله طرق عنه وأبى سعيد الخدريّ وحبشي بن جنادة وجرير بن عبد الله وعمر بن الخطاب وأبى هريرة، وله عنه طرق منها - وهي أغربها - الطريق الّذي

قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي:

ثنا عبد الله بن على بن محمد بن بشران أنا على بن عمر الحافظ أنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال ثنا على بن سعيد الرمليّ ثنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر ابن حوشب عن أبى هريرة قال: «من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي بيد على بن أبى طالب فقال: «ألست ولى المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلى مولاه» فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبى طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله ﷿ ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ ومن صام يوم سبعة (١) وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا وهو أول يوم نزل جبريل بالرسالة. قال


(١) في نسخة طوبقبو: ستة وعشرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>