الخطيب: اشتهر هذا الحديث برواية حبشون وكان يقال إنه تفرد به، وقد تابعه عليه أحمد بن عبيد الله بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النبرى عن على بن سعيد الشامي، قلت وفيه نكارة من وجوه منها قوله نزل فيه ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ وقد ورد مثله من طريق ابن هارون العبديّ عن أبى سعيد الخدريّ ولا يصح أيضا، وإنما نزل ذلك يوم عرفة كما ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب وقد تقدم. وقد روى عن جماعة من الصحابة غير من ذكرنا في
قوله ﵇«من كنت مولاه» والأسانيد إليهم ضعيفة. (حديث الطير) وهذا الحديث قد صنف الناس فيه وله طرق متعددة وفي كل منها نظر ونحن نشير إلى شيء من ذلك
قال الترمذي:
حدثنا سفيان بن وكيع ثنا عبد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السري عن أنس قال:«كان عند النبي ﷺ طير فقال: اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معى من هذا الطير» فجاء على فأكل معه، ثم قال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث السري إلا من هذا الوجه، قال: وقد روى من غير وجه عن أنس وقد رواه أبو يعلى عن الحسين بن حماد عن شهر بن عبد الملك عن عيسى بن عمر به.
وقال أبو يعلى: ثنا قطن بن بشير ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ثنا عبد الله بن مثنى ثنا عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك قال: أهدى لرسول الله ﷺ حجل مشوى بخبزه وضيافه، فقال رسول الله ﷺ:«اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معى من هذا الطعام» فقالت عائشة:
اللهمّ اجعله أبى، وقالت حفصة: اللهمّ اجعله أبى، وقال أنس: وقلت: اللهمّ اجعله سعد بن عبادة، قال أنس: فسمعت حركة بالباب فقلت إن رسول الله ﷺ على حاجة فانصرف ثم سمعت حركة بالباب فخرجت فإذا على بالباب، فقلت: إن رسول الله ﷺ على حاجة فانصرف ثم سمعت حركة بالباب فسلم على فسمع رسول الله ﷺ صوته فقال: انظر من هذا؟ فخرجت فإذا هو على فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته فقال:«ائذن له يدخل على فأذنت له فدخل، فقال رسول الله ﷺ اللهمّ وال من والاه». والى ورواه الحاكم في مستدركه عن أبى على الحافظ عن محمد بن أحمد الصفار وحميد بن يونس الزيات كلاهما عن محمد بن أحمد بن عياض عن أبى غسان أحمد بن عياض عن أبى ظبية عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس فذكره، وهذا إسناد غريب. ثم قال الحاكم: هذا الحديث على شرط البخاري ومسلم وهذا فيه نظر، فان أبا علاثة محمد بن أحمد بن عياض هذا غير معروف لكن روى هذا الحديث عنه جماعة عن أبيه، وممن رواه عنه أبو القاسم الطبراني ثم قال: تفرد به عن أبيه والله أعلم. قال الحاكم وقد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبد الله الذهبي فصلهم بثقة يصح الاسناد إليه ثم قال الحاكم: وصحت الرواية عن على وأبى سعيد وسفينة، قال شيخنا أبو عبد الله لا والله ما صح