سمعت رسول الله ﷺ يقول:«من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجه وخلته وفقره». قال:
فجعل معاوية حين سمع هذا الحديث رجلا على حوائج الناس. ورواه الترمذي وغيره.
وقال الامام أحمد: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ثنا حبيب بن الشهيد عن أبى مجاز. قال:
خرج معاوية على الناس فقاموا له فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوَّأ مقعده من النار». [وفي رواية. قال: خرج معاوية على ابن عامر وابن الزبير فقام له ابن عامر ولم يقم له ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس! فانى سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أحب أن يتمثل له العباد قياما فليتبوَّأ مقعده من النار». (١) ورواه أبو داود والترمذي من حديث حبيب بن الشهيد، وقال الترمذي: حديث حسن.
وروى أبو داود من حديث الثوري عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد المقري الحمصي عن معاوية. قال: قال رسول الله ﷺ: «إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم». قال: كلمة سمعها معاوية نفعه الله بها.
تفرد به أحمد - يعنى أنه كان جيد السيرة، حسن التجاوز، جميل العفو، كثير الستر رحمه الله تعالى -
وثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية. أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطى، ولا يزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتى أمر الله وهم ظاهرون». وفي رواية «وهم على ذلك» وقد خطب معاوية بهذا الحديث مرة ثم قال: وهذا مالك ابن يخامر يخبر عن معاذ
أن رسول الله ﷺ قال وهم بالشام - يحث بهذا أهل الشام على مناجزة أهل العراق:«وإن أهل الشام هم الطائفة المنصورة على من خالفها» وهذا مما كان يحتج به معاوية لأهل الشام في قتالهم أهل العراق. وقال الليث بن سعد: فتح معاوية قيسارية سنة تسع عشرة في دولة عمر بن الخطاب. وقال غيره: وفتح قبرص سنة خمس وقيل سبع، وقيل ثمان وعشرين في أيام عثمان. قالوا: وكان عام غزوة المضيق - يعنى مضيق القسطنطينية - في سنة ثنتين وثلاثين في أيامه وكان هو الأمير على الناس عامئذ. وجمع عثمان لمعاوية جميع الشام، وقيل إن عمر هو الّذي جمعها له، والصحيح عثمان. واستقضى معاوية فضالة بن عبيد بعد أبى الدرداء، ثم كان ما كان بينه وبين على بعد قتل عثمان، على سبيل الاجتهاد والرأى، فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا، وكان الحق والصواب مع على، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفاً، وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين من الطرفين - أهل العراق وأهل الشام - كما ثبت في الحديث الصحيح