لنا الدائرة أم علينا؟ وأن تكوني ابنة عثمان أمير المؤمنين أحب إلى أن تكوني أمة من إماء المسلمين.
ونعم الخلف أنا لك بعد أبيك.
وقد روى ابن عدي من طريق على بن زيد وهو ضعيف عن أبى نضرة عن أبى سعيد، ومن حديث مجالد وهو ضعيف أيضا عن أبى الوداك عن أبى سعيد. أن رسول الله ﷺ قال:«إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه». وأسنده أيضا من طريق الحكم بن ظهير - وهو متروك - عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا. وهذا الحديث كذب بلا شك، ولو كان صحيحا لبادر الصحابة إلى فعل ذلك، لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم. وأرسله عمرو بن عبيد عن الحسن البصري، قال أيوب: وهو كذب
ورواه الخطيب البغدادي باسناد مجهول عن أبى الزبير عن جابر مرفوعا: «إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه (١) فإنه أمين مأمون» وقد قال أبو زرعة الدمشقيّ عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي قال: أدركت خلافة معاوية عدة من الصحابة منهم أسامة وسعد وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت وسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن خديج وأبو أمامة وأنس بن مالك، ورجال أكثر وأطيب ممن سمينا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، ومن الدين جديدة، وعرفوا من الإسلام ما لم يعرفه غيرهم، وأخذوا عن رسول الله ﷺ تأويل القرآن. ومن التابعين لهم بإحسان ما شاء الله، منهم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن محيريز، وفي أشباه لهم لم ينزعوا يدا من جماعة في أمة محمد ﷺ.
وقال أبو زرعة عن دحيم عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز. قال: لما قتل عثمان لم يكن للناس غازية تغزو، حتى كان عام الجماعة فأغزا معاوية أرض الروم ست عشرة غزوة، تذهب سرية في الصيف ويشتّوا بأرض الروم، ثم تقفل وتعقبها أخرى، وكان في جملة من أغزى ابنه يزيد ومعه خلق من الصحابة، فجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل بهم راجعا إلى الشام، وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال: شد خناق الروم. وقال ابن وهب عن يونس عن الزهري قال: حج معاوية بالناس في أيام خلافته مرتين، وكانت أيامه عشرين سنة إلا شهرا. وقال أبو بكر بن عياش: حج بالناس معاوية سنة أربع وأربعين، وسنة خمسين. وقال غيره: سنة إحدى وخمسين فالله أعلم. وقال الليث بن سعد: حدثنا بكير عن بشر بن سعيد أن سعد بن أبى وقاص قال:
ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب - يعنى معاوية - وقال عبد الرزاق:
حدثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ثنا المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية. قال:
(١) لعله فاقبلوه بدليل قوله في سياق الكلام: فإنه أمين مأمون، ولا يطعن في الحديث ويصح المعنى والله أعلم.