للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعمش عن مجاهد، إنه قال: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي. وقال هشيم عن العوام عن جبلة ابن سحيم عن ابن عمرو. قال: ما رأيت أحدا أسود من معاوية، قال قلت: ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرا منه، وكان معاوية أسود منه. ورواه أبو سفيان الحيريّ عن العوام بن حوشب به. وقال:

ما رأيت أحدا بعد رسول الله أسود من معاوية، قيل ولا أبو بكر؟ قال: كان أبو بكر وعمر وعثمان خيرا منه، وهو أسود. وروى من طرق عن ابن عمر مثله. وقال عبد الرزاق: عن معمر عن همام سمعت ابن عباس يقول: ما رأيت رجلا كان أخلق بالملك من معاوية، وقال حنبل بن إسحاق:

حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن أبى عتيبة عن شيخ من أهل المدينة قال قال معاوية. أنا أول الملوك.

وقال ابن أبى خيثمة: حدثنا هارون بن معروف حدثنا حمزة عن ابن شوذب قال: كان معاوية يقول أنا أول الملوك وآخر خليفة، قلت: والسنة أن يقال لمعاوية ملك، ولا يقال له خليفة

لحديث «سفينة الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا».

وقال عبد الملك بن مروان يوما وذكر معاوية فقال: ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه. وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدا أعظم حلما ولا أكثر سؤددا ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجا، ولا أرحب باعا بالمعروف من معاوية. وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاما سيئا شديدا، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيى من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي. وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحيى أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي.

وقال الأصمعي عن الثوري: قال قال معاوية: إني لأستحيى أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أواريها بستري. وقال الشعبي والأصمعي عن أبيه قالا: جرى بين رجل يقال له أبو الجهم وبين معاوية كلام فتكلم أبو الجهم بكلام فيه غمر لمعاوية، فأطرق معاوية. ثم رفع رأسه فقال: يا أبا الجهم إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبيان، ويأخذ أخذ الأسد، وإن قليله يغلب كثير الناس. ثم أمر معاوية لأبى الجهم بمال فقال: أبو الجهم في ذلك يمدح معاوية.

نميل على جوانبه كأنا … نميل إذا نميل على أبينا

نقلبه لنخبر حالتيه … فنخبر منهما كرما ولينا

وقال الأعمش: طاف الحسن بن على مع معاوية فكان معاوية يمشى بين يديه، فقال الحسن:

ما أشبه أليتيه بأليتي هند؟! فالتفت إليه معاوية فقال: أما إن ذلك كان يعجب أبا سفيان. وقال ابن أخته عبد الرحمن بن أم الحكم لمعاوية: إن فلانا يشتمني، فقال له: طأطئ لها فتمر. فتجاوزك. وقال ابن الأعرابي: قال رجل لمعاوية: ما رأيت أندل منك، فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل

<<  <  ج: ص:  >  >>