أنا مولاتك وابني في الأسارى، فقال: عجلوه لها، فضربت عنقه، وقال: أعطوه رأسه، أما ترضين أن لا يقتل حتى تتكلمي في ابنك؟ ووقعوا على النساء حتى قيل إنه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زوج فالله أعلم. قال المدائني عن أبى قرة قال قال هشام بن حسان: ولدت ألف امرأة من أهل المدينة بعد وقعة الحرة من غير زوج. وقد اختفى. جماعة من سادات الصحابة منهم جابر بن عبد الله، وخرج أبو سعيد الخدريّ فلجأ إلى غار في جبل فلحقه رجل من أهل الشام، قال: فلما رأيته انتضيت سيفي فقصدني، فلما رآني صمم على قتلى فشممت سيفي ثم قلت:(إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين) فلما رأى ذلك قال: من أنت؟ قلت: أنا أبو سعيد الخدريّ قال: صاحب رسول الله ﷺ؟ قلت: نعم! فمضى وتركني.
قال المدائني: وجيء إلى مسلم بسعيد بن المسيب فقال له: بايع! فقال: أبايع على سيرة أبى بكر وعمر: فأمر بضرب عنقه، فشهد رجل أنه مجنون فخلى سبيله. وقال المدائني عن عبد الله القرشي وأبى إسحاق التميمي قالا: لما انهزم أهل المدينة يوم الحرة صاح النساء والصبيان، فقال ابن عمر:
بعثمان ورب الكعبة. قال المدائني عن شيخ من أهل المدينة. قال: سألت الزهري كم كان القتلى يوم الحرة قال: سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار، ووجوه الموالي وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف. قال: وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وانتهبوا المدينة ثلاثة أيام. قال الواقدي وأبو معشر: كانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
قال الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن ابن عون قال: وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير، وكانوا يسمونه العائذ - يعنى العائذ بالبيت - ويرون الأمر شورى، وجاء خبر الحرة إلى أهل مكة ليلة مستهل المحرم مع سعيد مولى المسور بن مخرمة، فحزنوا حزنا شديدا وتأهبوا لقتال أهل الشام. قال ابن جرير: وقد رويت قصة الحرة على غير ما رواه أبو مخنف، فحدثني أحمد بن زهير ثنا أبى سمعت وهب بن جرير ثنا جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا ابنه يزيد فقال له: إن لك من أهل المدينة يوما، فان فعلوا فارمهم بمسلم ابن عقبة فإنه رجل قد عرفت نصيحته لنا، فلما هلك معاوية وفد إلى يزيد وفد من أهل المدينة، وكان ممن وفد إليه عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر - وكان شريفا فاضلا سيدا عابدا - ومعه ثمانية بنين له فأعطاه يزيد مائة ألف درهم، وأعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملاتهم، ثم رجعوا إلى المدينة، فلما قدمها أتاه الناس فقالوا له: ما وراءك؟ فقال: جئتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بنىّ هؤلاء لجاهدته بهم. قالوا: قد بلغنا أنه أعطاك وأخدمك وأحذاك