الحسين شيء مما كان أقرضه، فجميع الحسينيين من نسله ﵀.
وقال أبو بكر بن أبى شيبة:
أصح الأسانيد كلها الزهري عن على بن الحسين عن أبيه عن جده، وذكروا أنه احترق البيت الّذي هو فيه وهو قائم يصلى، فلما انصرف قالوا له: مالك لم تنصرف؟ فقال: إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى،
وكان إذا توضأ يصفر لونه، فإذا قام إلى الصلاة ارتعد من الفرق، فقيل له في ذلك فقال: ألا تدرون بين يدي من أقوم ولمن أناجى؟
ولما حج أراد أن يلبى فارتعد وقال:
أخشى أن أقول لبيك اللهمّ لبيك، فيقال لي: لا لبيك، فشجعوه على التلبية، فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة. وكان يصلى في كل يوم وليلة ألف ركعة.
وقال طاووس: سمعته وهو ساجد عند الحجر يقول: عبيدك بفنائك. سائلك بفنائك. فقيرك بفنائك، قال طاووس: فو الله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عنى.
وذكروا أنه كان كثير الصدقة بالليل، وكان يقول صدقة الليل تطفئ غضب الرب، وتنور القلب والقبر، وتكشف عن العبد ظلمة يوم القيامة، وقاسم الله تعالى ماله مرتين.
وقال محمد بن إسحاق: كان ناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من أين يعيشون ومن يعطيهم، فلما مات على بن الحسين فقدوا ذلك فعرفوا أنه هو الّذي كان يأتيهم في الليل بما يأتيهم به. ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين في الليل. وقيل إنه كان يعول مائة أهل بيت بالمدينة ولا يدرون بذلك حتى مات.
ودخل على بن الحسين على محمد بن أسامة ابن زيد يعوده فبكى ابن أسامة فقال له ما يبكيك؟ قال: على دين، قال: وكم هو؟ قال خمسة عشر ألف دينار - وفي رواية سبعة عشر ألف دينار - فقال: هي على.
وقال على بن الحسين: كان أبو بكر وعمر من رسول الله ﷺ في حياته بمنزلتهما منه بعد وفاته.
ونال منه رجل يوما فجعل يتغافل عنه - يريه أنه لم يسمعه - فقال له الرجل: إياك أعنى، فقال له على: وعنك أغضى.
وخرج يوما من المسجد فسبّه رجل فانتدب الناس إليه، فقال: دعوه، ثم أقبل عليه فقال: ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل فألقى إليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل بعد ذلك إذا رآه يقول: إنك من أولاد الأنبياء. قالوا: واختصم على بن الحسين وحسن ابن حسن - وكان بينهما منافسة - فنال منه حسن بن حسن وهو ساكت،
فلما كان الليل ذهب على ابن الحسين إلى منزله فقال: يا ابن عم إن كنت صادقا يغفر الله لي، وإن كنت كاذبا يغفر الله لك والسلام عليك، ثم رجع، فلحقه فصالحه.
وقيل له من أعظم الناس خطرا؟ فقال: من لم ير الدنيا لنفسه قدر أ،
وقال أيضا: الفكرة مرآة ترى المؤمن حسناته وسيئاته،
وقال: فقد الأحبة غربة،
وكان يقول: إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرون عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وآخرون عبدوه محبة وشكرا فتلك عبادة الأحرار الأخيار.
وقال لابنه: يا بنى لا تصحب فاسقا فإنه