يبيعك بأكلة وأقل منها يطمع فيها ثم لا ينالها، ولا بخيلا فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، ولا كذابا فإنه كالسراب يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب، ولا أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ولا قاطع رحم فإنه ملعون في كتاب الله. قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ﴾
وكان على بن الحسين إذا دخل المسجد تخطي الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم، فقال له نافع بن جبير بن مطعم: غفر الله لك، أنت سيد الناس تأتى تخطي حلق أهل العلم وقريش حتى تجلس مع هذا العبد الأسود؟ فقال له على بن الحسين: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع، وإن العلم يطلب حيث كان.
وقال الأعمش عن مسعود بن مالك قال قال لي على بن الحسين: أتستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير؟ فقلت: ما تصنع به؟ قال أريد أسأله عن أشياء ينفعنا الله بها ولا منقصة، إنه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء - وأشار بيده إلى العراق -
وقال الامام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن زر بن عبيد (١) قال:
كنت عند ابن عباس فأتى على بن الحسين فقال ابن عباس: مرحبا بالحبيب ابن الحبيب.
وقال أبو بكر بن محمد بن يحيى الصولي: ثنا العلاء ثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عيينة عن أبى الزبير قال: كنا عند جابر بن عبد الله فدخل عليه على بن الحسين فقال: كنت عند رسول الله ﷺ فدخل عليه الحسين بن على فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه، ثم قال:«يولد لا بنى هذا ابن يقال له على، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين، فيقوم هو» هذا حديث غريب جدا أورده ابن عساكر. وقال الزهري: كان أكثر مجالستي مع على بن الحسين، وما رأيت أفقه منه، وكان قليل الحديث، وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة، وأحبهم إلى مروان وابنه عبد الملك، وكان يسمى زين العابدين. وقال جويرية بن أسماء: ما أكل على بن الحسين بقرابته من رسول الله ﷺ درهما قط. ﵀ ورضى عنه. وقال محمد بن سعد: أنبأ على بن محمد عن سعيد بن خالد عن المقبري قال: بعث المختار إلى على بن الحسين بمائة ألف فكره أن يقبلها وخاف أن يردها، فاحتبسها عنده، فلما قتل المختار كتب إلى عبد الملك بن مروان: إن المختار بعث إلى بمائة ألف فكرهت أن أقبلها وكرهت أن أردها، فابعث من يقبضها. فكتب إليه عبد الملك: يا ابن عم! خذها فقد طيبتها لك، فقبلها.
وقال على بن الحسين: سادة الناس في الدنيا الأسخياء الأتقياء، وفي الآخرة أهل الدين وأهل الفضل والعلم الأتقياء، لأن العلماء ورثة الأنبياء.
وقال أيضا: إني لأستحي من الله ﷿ أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان يوم القيامة