للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لي فإذا كانت الجنة بيدك كنت بها أبخل، وأبخل وأبخل.

وذكروا أنه كان كثير البكاء فقيل له في ذلك فقال: إن يعقوب بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف، ولم يعلم أنه مات، وإني رأيت بضعة عشر من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبدا؟

وقال عبد الرزاق: سبكت جارية لعلى بن الحسين عليه ماء ليتوضأ فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله يقول ﴿وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾، فقال: قد كظمت غيظي، قالت ﴿وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ﴾ فقال: عفا الله عنك. فقالت ﴿وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ قال: أنت حرة لوجه الله تعالى.

وقال الزبير بن بكار: ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن على عن أبيه قال: جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما، ثم ابتدءوا في عثمان فقال لهم: أخبرونى أنتم من المهاجرين الأولين الذين ﴿أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ﴾؟ قالوا: لا قال: فأنتم من الذين ﴿تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾؟ قالوا لا! فقال لهم: أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله ﷿ فيهم ﴿وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ الآية، فقوموا عنى لا بارك الله فيكم، ولا قرب دوركم، أنتم مستهزءون بالإسلام، ولستم من أهله.

وجاء رجل فسأله متى يبعث على؟ فقال: يبعث والله يوم القيامة وتهمه نفسه.

وقال ابن أبى الدنيا:

حدثت عن سعيد بن سليمان عن على بن هاشم عن أبى حمزة الثمالي أن على بن الحسين كان إذا خرج من بيته قال: اللهمّ إني أتصدق اليوم - أو أهب عرضي اليوم - من استحله.

وروى ابن أبى الدنيا أن غلاما سقط من يده سفود وهو يشوى شيئا في التنور على رأس صبي لعلى بن الحسين فقتله، فنهض على بن الحسين مسرعا، فلما نظر إليه قال للغلام: إنك لم تتعمد، أنت حر، ثم شرع في جهاز ابنه.

وقال المدائني: سمعت سفيان يقول: كان على بن الحسين يقول: ما يسرني أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم: ورواه الزبير بن بكار من غير وجه عنه.

ومات لرجل ولد مسرف على نفسه فجزع عليه من أجل إسرافه، فقال له على بن الحسين: إن من وراء ابنك خلالا ثلاثا، شهادة أن لا إله إلا الله، وشفاعة رسول الله، ورحمة الله ﷿.

وقال المدائني: قارف الزهري ذنبا فاستوحش منه وهام على وجهه وترك أهله وماله. فلما اجتمع بعلي بن الحسين قال له: يا زهري قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أعظم من ذنبك، فقال الزهري: الله أعلم حيث يجعل رسالاته وفي رواية أنه كان أصاب دما حراما خطأ فأمره على بالتوبة والاستغفار وأن يبعث الدية إلى أهله. ففعل ذلك. وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>