للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت: إني لأستحي من الله أن انظر إلى من لا ينظر الله إليه، فأمر بها فقتلت. وقد ذكرنا في سنة أربع وتسعين كيفية مقتل الحجاج لسعيد بن جبير، وما دار بينهما من الكلام والمراجعة.

وقد قال أبو بكر بن أبى خيثمة: ثنا أبو ظفر ثنا جعفر بن سليمان عن بسطام بن مسلم عن قتادة قال قيل لسعيد بن جبير: خرجت على الحجاج؟ قال: إني والله ما خرجت عليه حتى كفر، ويقال إنه لم يقتل بعده إلا رجلا واحدا اسمه ماهان، وكان قد قتل قبله خلقا كثيرا، أكثرهم ممن خرج مع ابن الأشعث. وقال أبو عيسى الترمذي: ثنا أبو داود سليمان بن مسلم البلخي ثنا النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا قال الأصمعي:

ثنا أبو صم عن عباد بن كثير عن قحدم قال: أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة واحدة أحدا وثمانين ألف أسير كانوا في سجن الحجاج، وقيل إنه لبث في سجنه ثمانون ألفا منهم ثلاثون ألف امرأة وعرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا، لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب، وكان فيمن حبس أعرابى وجد يبول في أصل ربض مدينة واسط، وكان فيمن أطلق فأنشأ يقول:

إذا نحن جاوزنا مدينة واسط … خرينا وصلينا بغير حساب

وقد كان الحجاج مع هذا العنف الشديد لا يستخرج من خراج العراق كبير أمر، قال ابن أبى الدنيا وإبراهيم الحربي: ثنا سليمان بن أبى سنح ثنا صالح بن سليمان قال قال عمر بن عبد العزيز: لو تخابثت الأمم فجاءت كل امة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم، وما كان الحجاج يصلح لدنيا ولا لآخرة لقد ولى العراق وهو أوفر ما يكون في العمارة، فأخسّ به إلى أن صيره إلى أربعين ألف ألف، ولقد أدى إليّ عمالى في عامي هذا ثمانين ألف ألف، وإن بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدى إلى ما أدى إلى عمر بن الخطاب مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف. وقال أبو بكر بن المقري: ثنا أبو عروبة ثنا عمرو بن عثمان ثنا أبى سمعت جدي قال. كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: بلغني أنك تستن بسنن الحجاج فلا تستن بسننه، فإنه كان يصلى الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها وكان لما سوى ذلك أضيع. وقال يعقوب بن سفيان: ثنا سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن الريان بن مسلم. قال: بعث عمر بن عبد العزيز بآل بيت أبى عقيل - أهل بيت الحجاج - إلى صاحب اليمن وكتب إليه: أما بعد فانى قد بعثت بآل أبى عقيل وهم شرّ بيت في العمل، ففرقهم في العمل على قدر هوانهم على الله وعلينا، وعليك السلام. وإنما نفاهم. وقال الأوزاعي: سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: كان الحجاج ينقض عرى الإسلام، وذكر حكاية. وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم: لم يبق لله حرمة إلا ارتكبها الحجاج بن يوسف، وقال يحيى بن عيسى الرمليّ عن الأعمش: اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال: تسألون عن الشيخ الكافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>