للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا أي أنصرك نصرا عزيزا أبدا.

وقوله «ثم لم ينشب ورقة أن توفى» أي توفى بعد هذه القصة بقليل ورضى عنه، فان مثل هذا الّذي صدر عنه تصديق بما وجد وايمان بما حصل من الوحي ونية صالحة للمستقبل.

وقد

قال الامام احمد حدثنا حسن عن ابن لهيعة حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة. أن خديجة سألت رسول الله عن ورقة بن نوفل فقال: «قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض». وهذا اسناد حسن لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلا فالله أعلم

وروى الحافظ أبو يعلى عن شريح بن يونس عن إسماعيل عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله سئل عن ورقة بن نوفل فقال: «قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض أبصرته في بطنان الجنة وعليه السندس». وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال «يبعث يوم القيامة امة وحده». وسئل عن أبى طالب فقال: «أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها» وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن - فقال: «أبصرتها على نهر في الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب» اسناد حسن ولبعضه شواهد في الصحيح والله أعلم.

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله : «لا تسبوا ورقة فانى رأيت له جنة أو جنتين» وكذا رواه ابن عساكر من حديث أبى سعيد الأشج عن أبى معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة وهذا اسناد جيد. وروى مرسلا وهو أشبه.

وروى الحافظان البيهقي وأبو نعيم في كتابهما دلائل النبوة من حديث يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن أبيه عن عمرو بن شرحبيل أن رسول الله قال لخديجة: «انى إذا خلوت وحدي سمعت نداء، وقد خشيت والله أن يكون لهذا أمر». قالت: معاذ الله ما كان ليفعل ذلك بك فو الله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله ثم ذكرت له خديجة فقالت: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة. فلما دخل رسول الله أخذ بيده أبو بكر. فقال: انطلق بنا إلى ورقة قال: «ومن أخبرك؟» قال خديجة فانطلقا اليه فقصّا عليه. فقال رسول الله : «إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد فانطلق هاربا في الأرض». فقال له لا تفعل. إذا أتاك فاثبت، حتى تسمع ما يقول لك ثم ائتني فأخبرني. فلما خلا ناداه يا محمد قل ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ حتى بلغ ﴿وَلا الضّالِّينَ﴾ قل لا إله إلا الله. فأتى ورقة فذكر له ذلك، فقال له ورقة: ابشر ثم ابشر. فأنا اشهد

<<  <  ج: ص:  >  >>