للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ ضيق مخرجا، ومن كلّ همّ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» ) * «١» .

٣٩-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: وارأساه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ذاك لو كان وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك» . فقالت عائشة:

واثكلياه، والله إنّي لأظنّك تحبّ موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرّسا «٢» ببعض أزواجك. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «بل أنا وارأساه، لقد هممت- أو أردت- أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد «٣» أن يقول «٤» القائلون، أو يتمنّى المتمنّون» ثمّ قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون. أو يدفع الله ويأبى المؤمنون) * «٥» .

٤٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم» ) * «٦» .

٤١-* (عن جابر- رضي الله عنه- أنّ الطّفيل ابن عمرو الدّوسيّ أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله! هل لك في حصن حصين ومنعة؟ (قال حصن كان لدوس في الجاهليّة) فأبى ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

للّذي ذخر الله للأنصار. فلمّا هاجر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة. هاجر إليه الطّفيل بن عمرو. وهاجر معه رجل من قومه. فاجتووا المدينة «٧» . فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص «٨» له، فقطع بها براجمه «٩» ، فشخبت «١٠» يداه حتّى مات. فرآه الطّفيل بن عمرو في منامه. فرآه وهيئته حسنة. ورآه مغطّيا يديه. فقال له: ما صنع بك ربّك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم. فقال: مالي أراك مغطّيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصّها الطّفيل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «اللهمّ! وليديه فاغفر» ) * «١١» .

٤٢-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: «يا عبادي! إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلّكم ضالّ إلّا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلّكم جائع إلّا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم.

يا عبادي! كلّكم عار إلّا من كسوته. فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنّكم تخطئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفر الذّنوب جميعا. فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي! إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني. ولن تبلغوا


(١) أبو داود (١٥١٨) واللفظ له، أحمد في المسند (٢٢٣٤) تحقيق أحمد شاكر وصحح إسناده، وابن ماجة (٣٨١٩) .
(٢) معرسا: عرّس بزوجه: أي بنى بها ثم استعمل في كل جماع.
(٣) فأعهد: أي أوصي.
(٤) أن يقول: أي لئلا يقول.
(٥) البخاري- الفتح ١٠ (٥٦٦٦) .
(٦) مسلم (٢٧٤٩) .
(٧) اجتووا المدينة: أي كرهوا المقام فيها أو أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول.
(٨) مشاقص: سهام طوال.
(٩) براجمه: مفاصل أصابعه.
(١٠) شخبت: أي سال دمها.
(١١) مسلم (١١٦) .