للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشدّ الرّجال «١» تجري بهم أعمالهم «٢» . ونبيّكم قائم على الصّراط يقول: ربّ سلّم سلّم. حتّى تعجز أعمال العباد. حتّى يجيء الرّجل فلا يستطيع السّير إلّا زحفا.

قال وفي حافّتي الصّراط «٣» كلاليب معلّقة. مأمورة بأخذ من أمرت به. فمخدوش ناج ومكدوس «٤» في النّار» ) * «٥» .

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الخشية)]

١-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-:

«لا تصحب الفجّار، لتعلّم من فجورهم، واعتزل عدوّك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي الله، وتخشّع عند القبور. وذلّ عند الطّاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر الّذين يخشون الله» ) * «٦» .

٢-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-:

«آخ الإخوان على قدر التّقوى، ولا تجعل حديثك بذلة إلّا عند من يشتهيه، ولا تضع حاجتك إلّا عند من يحبّ قضاءها، ولا تغبط الأحياء إلّا بما تغبط الأموات، وشاور في أمرك الّذين يخشون الله عزّ وجلّ» ) * «٧» .

٣-* (قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-: «إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنّه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال به هكذا» ) * «٨» .

٤* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنّه كان يقول في دعائه: «خائفا مستجيرا تائبا مستغفرا راغبا راهبا» ) * «٩» .

٥-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: «ليس العلم من كثرة الحديث، ولكنّ العلم من الخشية» ) * «١٠» .

٦-* (قال أبو الدّرداء- رضي الله عنه-:

«تمام التّقوى أن يتّقي الله العبد حتّى يتّقيه من مثقال ذرّة وحتّى يترك بعض ما يرى أنّه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام» ) * «١١» .

٧-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: «إنّما أخاف أن يكون أوّل ما يسألني عنه ربّي أن


(١) وشد الرجال: الشد هو العدو البالغ والجري.
(٢) تجري بهم أعمالهم: هو تفسير لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «فيمر أولكم كالبرق ثم كمر الريح» ... إلى آخره.
(٣) حافتي الصراط: هما جنباه.
(٤) ومكدوس: قال في النهاية: أي مدفوع، وتكدس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط.
(٥) مسلم (١٩٥) .
(٦) الدر المنثور للسيوطي (٧/ ٢٢) .
(٧) الإخوان لابن أبي الدنيا (ص ١٢٦) .
(٨) البخاري- الفتح ١١ (٦٣٠٨) واللفظ له، وشرح السنة للبغوي (١٤/ ٣٧٤) .
(٩) الزهد للإمام وكيع بن الجراح (٢/ ٥٤٥) .
(١٠) الدر المنثور للسيوطي (٧/ ٢٠) .
(١١) الدر المنثور للسيوطي (١/ ٦١) ، وأحمد في الزهد، والفتح (١/ ٦٣) .