للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

طالما تروّت عروقك من الخبث) * «١» .

٣-* (جاء رجل إلى ابن عمر- رضي الله عنهما- فقال له: يا أبا عبد الرّحمن. إنّي أسلفت رجلا سلفا، واشترطت عليه أفضل ممّا أسلفته. فقال عبد الله ابن عمر: فذلك الرّبا. قال: فكيف تأمرني يا أبا عبد الرّحمن. فقال عبد الله: السّلف على ثلاثة وجوه:

سلف تسلفه تريد وجه الله، فلك وجه الله، وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك، فلك وجه صاحبك.

وسلف تسلفه لتأخذ خبيثا بطيّب فذلك الرّبا. قال:

فكيف تأمرني يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: أرى أن تشقّ الصّحيفة. فإن أعطاك مثل الّذي أسلفته قبلته. وإن أعطاك دون الّذي أسلفته فأخذته أجرت. وإن أعطاك أفضل ممّا أسلفته طيّبة به نفسه فذلك شكر. شكره لك، ولك أجر ما أنظرته) * «٢» .

٤-* (قال عمرو بن ميمون- رحمه الله تعالى:

كنت في اليمن في غنم لأهلي، وأنا على شرف، فجاء قرد مع قردة فتوسّد يدها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها، فسلّت يدها من تحت رأس القرد الأوّل سلّا رفيقا وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر، ثمّ رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خدّ الأوّل برفق فاستيقظ فزعا، فشمّها فصاح، فاجتمعت القرود، فجعل يصيح ويومىء إليها بيده، فذهب القرود يمنة ويسرة، فجاءوا بذلك القرد أعرفه، فحفروا لهما حفرة فرجموهما، فلقد رأيت الرّجم في غير بني آدم) * «٣» .

٥-* (قال مالك بن دينار- رحمه الله تعالى-:

أصاب النّاس في بني إسرائيل قحط فخرجوا مرارا فأوحى الله- عزّ وجلّ- إلى نبيّهم أن أخبرهم أنّكم تخرجون إليّ بأبدان نجسة وترفعون إليّ أكفّا قد سفكتم بها الدّماء وملأتم بطونكم من الحرام الآن قد اشتدّ غضبي عليكم ولن تزدادوا منّي إلّا بعدا) * «٤» .

٦-* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-: حرّم الله الجنّة على من في قلبه نجاسة وخبث فلا يدخلها إلّا بعد طيبه وطهره، فالجنّة لا يدخلها خبيث ولا من فيه شيء من الخبث فمن تطهّر في الدّنيا ولقي الله طاهرا من نجاساته وخبثه دخلها بغير معوّق، ومن لم يتطهّر في الدّنيا فإن كانت نجاسته وخبثه عينيّا كالكافر لم يدخلها بحال، وإن كان خبثه كسبيّا عارضا دخلها بعدما يتطهّر من هذا الخبث) * «٥» .

[من مضار (الخبث)]

١- الخبث يحبط ثواب العمل.

٢- الخبث في الثّياب يبطل الصّلاة.

٣- الخبث في الأشياء يحرّم اقتناءها.

٤- الخبث في المكان يعمّه بالبلوى.

٥- تناول الخبيث يؤذي الجسد ويؤذي الإخوان.

٦- الخبيث مغضوب عليه من الله ورسوله والمؤمنين.


(١) النسائي (٨/ ٣٢٣) وتروّت من الري، والخبث: النجس.
(٢) الموطأ (٦٨١- ٦٨٢) .
(٣) الفتح (٧/ ١٩٦) وعزاه للإسماعيلي وأصله عند البخاري- الفتح ٧ (٣٨٤٩) .
(٤) إحياء علوم الدين (١/ ٣٠٧) .
(٥) بتصرف من إغاثة اللهفان (١/ ٥٦) .