للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحاديث الواردة في ذمّ (البذاءة) معنى

٧-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت: استأذن رجل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال:

«ائذنوا له، بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة. فلمّا دخل ألان له الكلام. قلت: يا رسول الله، قلت الّذي قلت ثمّ ألنت له الكلام. قال: «أي عائشة: إنّ شرّ النّاس من تركه النّاس- أو ودعه النّاس- اتّقاء فحشه» ) * «١» .

٨-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت: أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أناس من اليهود، فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. قال: «وعليكم» ، قالت عائشة:

قلت: بل عليكم السّام والذّام «٢» . فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا عائشة لا تكوني فاحشة» . فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: «أو ليس قد رددت عليهم الّذي قالوا؟ قلت: وعليكم» ) * «٣»

٩-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- «أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، دخل على أمّ السّائب أو أمّ المسيّب فقال: «مالك يا أمّ السّائب أو يا أمّ المسيّب تزفزفين «٤» ؟» قالت: الحمّى لا بارك الله فيها. فقال:

«لا تسبّي الحمّى، فإنّها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» ) * «٥» .

١٠-* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال في خطبته «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني، يومي هذا. كلّ مال نحلته عبدا حلال «٦» . وإنّي خلقت عبادي حنفاء كلّهم «٧» ، وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «٨» عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم «٩» ، عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب «١٠» . وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك «١١» . وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء «١٢» . تقرؤه نائما ويقظان. وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت: ربّ إذا يثلغوا


(١) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٥٤) واللفظ له. مسلم (٢٥٩١)
(٢) «السّام والذّام» السّام: الموت، والذّام: الذّمّ.
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٣٠) . مسلم (٢١٦٥) واللفظ له.
(٤) تزفزفين: يعني تتحركين حركة شديدة وترتعدين.
(٥) مسلم (٢٥٧٥) .
(٦) كل مال نحلته عبدا حلال: في الكلام حذف. أي قال الله تعالى: كل مال إلخ.. ومعنى نحلته أعطيته. أي كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال. وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق.
(٧) حنفاء كلهم: أي مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية.
(٨) فاجتالتهم: أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل.
(٩) فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر، ما قبل بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(١٠) إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق، من غير تبديل.
(١١) إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك: معناه لأمتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة، وغير ذلك من الجهاد في الله حق جهاده، والصبر في الله تعالى، وغير ذلك. وأبتلي بك من أرسلتك إليهم. فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعته، ومن يتخلف وينابذ بالعداوة والكفر، ومن ينافق.
(١٢) كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الزمان.