للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكرب: أنّ الحزن تكاثف الغمّ وغلظه، مأخوذ من الأرض الحزن وهو ما غلظ منها وصلب، والكرب تكاثف الغمّ مع ضيق الصّدر. ولهذا يقال لليوم الحارّ:

يوم كرب أي كرب من فيه، وكرب الرّجل إذا غمّه وضيّق صدره «١» .

[وجه النهى عن الكرب:]

إذا كان الكرب يمثّل أقصى درجات الغمّ، وهذا أمر قد لا يكون فيه دخل للإنسان فإنّ المطلوب من المسلم عند حدوث الكرب أن يسأل الله تعالى أن يفرّج كربه حتّى لا يستمريء الحزن ويعتاد عليه ممّا يضعف قواه، وعلى المسلمين أيضا أن يمدّوا يد العون للمكروب، حتّى يرجع إلى سابق عهده هاشّا باشّا منشرح الصّدر مستقبلا للحياة بما يرضاه الله له من عمل جادّ، ونفس راضية مطمئنّة.

إنّ مجتمعا تسود فيه روح الأنانية ويترك المكروب نفسه أو يتركه إخوانه فريسة لهذه الحالة الّتي تنتابه رغما عنه، هو مجتمع مفكّك لا تعاون فيه على البرّ والتّقوى، من هنا كانت دعوة

الإسلام صريحة للتّخلّص من هذا الدّاء العضال الّذي يفقد الفرد قدرته على العمل والإنتاج ويفقد المجتمع تماسكه وقوّته.

[للاستزادة: انظر صفات: الحزن- القنوط- الوهن- اليأس- الضعف- القلق- العبوس- التطير.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: تفريج الكربات التوكل- طلاقة الوجه- الفرح- البشاشة- التفاؤل- الرضا- السكينة- الطمأنينة] .


(١) الفروق اللغوية (٢٦٢) .