كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

الأحاديث الواردة في (مجاهدة النفس) - المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (مجاهدة النفس) - ج: 8 - ص: 3312

ربّ، وعزّتك، لقد خشيت أن لا يدخلها أحد» قال:

«فلمّا خلق الله النّار قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثمّ جاء فقال: أي ربّ، وعزّتك، لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفّها بالشّهوات، ثمّ قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثمّ جاء فقال: أي ربّ، وعزّتك، لقد خشيت ألّا يبقى أحد إلّا دخلها» ) * «١» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد من يملك نفسه عند الغضب» ) * «٢» .

١٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله- عزّ وجلّ-: أنا عند ظنّ عبدي بي «٣» . وأنا معه إذا ذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. وإن تقرّب إليّ شبرا، تقرّبت إليه ذراعا.

وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت منه باعا. وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» ) * «٤» .

١٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال «٥» ومواقع القطر «٦» يفرّ بدينه من الفتن» ) * «٧» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (مجاهدة النفس)

١٤-* (عن المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى حتّى انتفخت قدماه. فقيل له:

أتكلّف هذا «٨» ؟ وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر. فقال «أفلا أكون عبدا شكورا» ) * «٩» .

---

(١) أبو داود (٤٧٤٤) واللفظ له وقال الألباني (٣/ ٨٩٨) : حسن صحيح. والترمذي (٢٥٦٣) وقال: حسن وأصله في الصحيحين. انظر صحيح مسلم رقم (٢٨٢٢، ٢٨٢٣) . والنسائي (٧/ ٤٣) الأيمان والنذور.
(٢) البخاري- الفتح ١٠ (٦١١٤) واللفظ له. ومسلم برقم (٢٦٠٩) .
(٣) أنا عند ظن عبدي بي: قال القاضي: قيل معناه بالغفران له إذا استغفر، والقبول إذا تاب، والإجابة إذا دعا، والكفاية إذا طلب الكفاية. وقيل: المراد به الرجاء وتأميل العفو. وهذا أصح.
(٤) البخاري. انظر الفتح ١٣ (٧٤٠٥) واللفظ له ومسلم برقم (٢٦٧٥) . وكذلك عند البخاري من حديث أنس (٧٥٣٦) مختصرا.
(٥) شعف الجبال: يريد به رأس جبل من الجبال.
(٦) مواقع القطر: أي مواطن المطر.
(٧) البخاري- الفتح ١ (١٩) .
(٨) أتكلّف هذا؟ أي أتتكلف هذا؟ فحذفت إحدى التاءين.
(٩) البخاري- الفتح ٣ (١١٣٠) . ومسلم (٢٨١٩) واللفظ له.