[النزاهة]
الآيات/ الأحاديث/ الآثار/
١٧/ ١١
[النزاهة لغة:]
هي الاسم من التّنزّه، وهذا الاسم مأخوذ من مادّة (ن ز هـ) الّتي تدلّ على بعد في مكان أو غيره، يقال منه: رجل نزيه أي بعيد عن المطامع الدّنيّة، ونزه النّفس، ونازه النّفس: ظلفها (أي بعيدها) عن المدانس، وقولهم:
خرجنا نتنزّه، إذا تباعدوا عن الماء والرّيف، ومكان نزيه:
خال ليس به أحد. وقال ابن الأثير: أصل النّزه: البعد، وتنزيه الله تعالى: تبعيده عمّا لا يجوز عليه من النّقائص.
قال ابن منظور: والتّنزّه: التّباعد، والاسم النّزهة.
ومكان نزه ونزيه، وقد نزه نزاهة ونزاهية. وخرجنا نتنزّه في الرّياض وأصله من البعد، وقد نزهت الأرض. وهو يتنزّه عن الشّيء إذا تباعد عنه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: الجابية أرض نزهة أي بعيدة عن الوباء (والجابية قرية بدمشق) قال ابن سيده: وتنزّه الإنسان خرج إلى الأرض النّزهة. قال: والعامّة يضعون الشّيء في غير موضعه ويغلطون فيقولون خرجنا نتنزّه: إذا خرجوا إلى البساتين فيجعلون التّنزّه الخروج إلى البساتين والخضر والرّياض، وإنّما التّنزّه: التّباعد عن الأرياف والمياه حيث لا يكون ماء ولا ندى ولا جمع ناس. ومنه قيل: فلان يتنزّه عن الأقذار وينزّه نفسه عنها، أي يباعد نفسه عنها.
ورجل نزه الخلق ونزهه. ونازه النّفس: عفيف متكرّم يحلّ وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله.
والاسم النّزه والنّزاهة. ونزّه نفسه عن القبيح: نحّاها.
والنّزاهة: البعد عن السّوء. وإنّ فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا من اللّؤم، وهو نزيه الخلق. قال الأزهريّ:
التّنزّه: رفعه نفسه عن الشّيء تكرّما ورغبة عنه.
والتّنزيه: تسبيح الله- عزّ وجلّ- وإبعاده عمّا يقول المشركون وتقديسه عن الأنداد والأشباه. وفي الحديث: كان يصلّي من اللّيل فلا يمرّ بآية فيها تنزيه الله إلّا نزّهه. ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
الإيمان نزه أي بعيد عن المعاصي.
ومنه الحديث في تفسير سبحان الله: هو تنزيهه أي إبعاده عن السّوء وتقديسه.
وفي حديث المعذّب في قبره: كان لا يستنزه من البول أي لا يستبرأ ولا يتطهّر ولا يستبعد منه، وقوم أنزاه أي يتنزّهون عن الحرام، الواحد نزيه مثل مليء وأملاء، ورجل نزيه ونزه أي ورع، ويقال أيضا: فلان نزيه أي بعيد (عن الماء) ، وتنزّهوا بحرمكم عن القوم أي تباعدوا، وهذا مكان نزيه: خلاء بعيد عن النّاس ليس فيه أحد، فأنزلوا فيه حرمكم، ونزه الفلا: ما تباعد منها عن المياه والأرياف «١» .
(١) لسان العرب لابن منظور (١٣/ ٥٤٨- ٥٤٩) . وانظر النهاية في غريب الحديث (٥/ ٤٣) . ومختار الصحاح: (٦٥٥) ، ومقاييس اللغة (٥/ ٤١٨) .